عليه اجاوب راعبي الحمامات في كل مشذوبٍ رفيع المقاصير اصيح وابكي مير ما اشوف فزعات مثل الصياح اللي بوسط المقابير مالي مجيبٍ غير والي السماوات يفزع لمن ضاقت عليه المعابير هني مبسوط هجوسه امريحات ما لهجن قلبه اسوات الزمامير ولا ذاق لذات الهوا والمهاوات ولا رص في صدره نهودٍ مزابير مكفي همٍ ما بقلبه حسارات ماقط همه غير جمع الدنانير وخلاف ذا ياراكبٍ له معفات حمراً تكب الكور فج المناحير امه سحيما من ركاب الشرارات وابوه شعيل ٍ من جمال المناصير مرباعها الصمان دون المخافات فوقه اسوات الرجم تجفل من الطير فوقه قطاويٍ1 يود الرسالات ما يكهله قطع المناهيج والسير ريض تحمل من حليات الابيات بسجلة ٍسطر بها الحبر تسطير سلام مشغوفٍ ولابه امراوات وهو على كفة حياض المفاقير وتحيةٍ ما ماج بالبحر موجات واحلى من البان البكار الخواوير تهدا الى جانب حميد السجيات جبر ابن حزمي اخا نية الخير عذب النبا راعي الفعول الحميدات ماقط يكسب غير حلو المفاخير ياجبر ابا اشكي لك وبالقلب علات قيض عليك العلم سرٍ وتجهير تجبر فؤادي بالمشاكاة ساعات وألا فلا يجبر سوا الله مكاسير يا جبر نشكيلك امورٍ فنيعات في ضامري ياجبر مثل الطهاهير ياجبر لوهي بالجمال الصليبات جضن وخلتهن هزالٍ مقاصير يا جبر لوهي بالجبال الرفيعات ذاب الصفا منها كما ذوبة القير يا جبر قالاتٍ بغيري خفيفات وعز الله انه بي ثقالٍ جماهير ياجبر عن غيري ارماحه خطيات وعز الله انه بي عدالٍ سماهير ياجبر عن غيري علومه مصدات وعز الله انه بي ورود ومصادير ياجبر لو تقرا كتاب السديرات حنيت لي حنة اذهوب المداوير ياجبر خذ ديني وعذري امشاهات ما هم قلبي بالامور المناكير يا جبر خذ مني عهود مثنات ما درتهن يا جبر مير المقادير ولا تعبت بطردهن والمراعات ولا مشت رجلي لهن بالتداوير قلبي تعرض للبلا والمصيبات اسهومهن بالقلب قبل التفاكير من كاعبٍ ياجبر تسقين كاسات كاس الفناء واكفيت شر العواثير واختام قيلي في شريف الصلاوات على شفيع الناس يوم المحاشير الشاعر: هو خليل بن عايد المشتهر بمطوع المسوكف وقد جاء في مخطوط الربيعي"مما قال خليل مطوع المسوكف بعنيزة يسند على جبر بن سيار سنة1115"واعتقد أن التاريخ1115ه الذي دونه الربيعي هو تاريخ متوقع لوفاة الشاعر خليل وليس للقصيدة كما ذهب إليه سعد الصويان والذي بنا على ذلك أن جبر كان حياً عام 1115ه مع انه قد جاء عند ابن بسام أن وفاة جبر بن سيار كانت في عام 1085ه.وبالتالي فإن شاعرنا خليل بن عايد يكون عاش آخر القرن الحادي عشر ومطلع القرن الثاني عشر الهجري.وهو من أهل عنيزة حيث ان المسوكف كان سوقاً وبه مسجد وكان إمام المسجد خليل. دراسة النص: في دراسة الجزء الثاني من نص الشاعر نبدأ بالأبيات التي مهد فيها للانتقال إلى الموضوع الرئيس في النص وهي مشاركاته لجبر ابن حزمي بن سيار وكأن الشاعر يبين سبب اختياره لجبر بأنه لم يجد من أهل بلدته من يقف بجانبه في ما أصابه واصفاً حالته هذه بحالة من ينادي في مقابر الأموات، وان ليس له ملجأ في محنته سوى الله عز وجل، وكيف أنه أصبح يغبط كل من لا يعذبه الهم والتفكير، ولم يغرم بعشق جميلات النساء وإنما شغله الشاغل هو جمع الأموال فقط. ثم ينتقل إلى مخاطبة النجاب الذي يمتطي ناقة حمراء قوية لا ينهكها السفر والمسافة وهي من ناقة مهجنة من خيار سلالات الإبل المشهورة بسرعة الجري في الجزيرة العربية حيث انها بنت الذلول (سحيما) من ابل قبيلة الشرارات، في شمال الجزيرة العربية، ومن الفحل (شعيل) من جمال قبيلة المناصير، في جنوب شرق الجزيرة العربية، ثم يحمل النجاب السلام إلى جبر الذي هو من أهل المروءة والكرم ومشتهر بين الناس بالأفعال الحميدة، ثم يبثه شكواه ومعاناته من الحب وكيف أن ما أصابه لا تتحمله الجمال القوية ولا الجبال العالية ولا يذكر أحداً من الناس قد جرى له مثل ذلك! ويقسم بأنه لم يكن يسعى في ملاحقة الجميلات ومع ذلك فهذا قدره مع تلك الفتاة الكاعب، وهنا انتهت القصيدة ولم يطلب من جبر إثابة أو فزعة كغالبية الشعراء في هذا الموضوع، وكذلك لم نجد ان جبر ابن سيار رد عليه، وبالتالي يظهر لي أن الشاعر أراد من هذه الرسالة ان ينفي شائعة لحقت به وان يوضح حقيقة ما أصابه فقط. وأنا هنا أحاكم النص فقط وأقبل من الروايات التي حيكت حوله ما يتفق مع دلالة النص ومن ذلك نخلص إلى بعض الدلالات المتفرقة والمهمة وهي: 1-ان النص جاء على تقفية الشطرين (الصدر والعجز)وهذا ينفي مقولة أن محسن الهزاني من أهل القرن الثالث عشر، هو من بدأ بتقفية الشطرين في الشعر مع أن من قال بذلك تجاهل قصيدة الشاعرة اللامية زوجة ابن عروج والتي مطلعها: ثور من العارض ركيب ٍ يهيفي يتلون ابن عروج مقدم بني لام ياما انقطع في ساقته من عسيفي ومن فاطرٍ تقلط على الجيش قدام فالشاعرة زمنها متقدم على زمن الهزاني وهي معاصره أو قبل زمن الشاعر خليل، وسنفرد لها موضوع بمشيئة الله تعالى، وكذلك هناك إشارات ذكرها ابن خلدون تؤكد تناول شعراء البدو لمثل هذا الفن في زمنه أي القرن الثامن الهجري. 2- يتبين لنا من النص ان الشاعر خليل ابن عايد كان فتى نشأ في طاعة الله وقد تعرض لفتنة النساء قبل ان يتزوج فتزوج لكي يعصم نفسه ولكنه لم يستطع وقد أدى ذلك إلى انشغال فكر الشاعر بمن أحب مما جعله يخطئ في ترتيب أركان الصلاة وهذه الدلالة في مجملها تنفي مقولة أن قصة خليل أسطورة وتقربنا للرواية الصحيحة في سبب تنحية الشاعر عن الإمامة. 3- انه عند مخاطبة الشاعر لجبر ابن سيار كان الشاعر في مقتبل عمره بدلالة السياق المعنوي للقصيدة وقد جاء عند ابن بسام ان جبر ابن سيار قد مات عام 1085ه وبالتالي فإن التاريخ الذي سجله الربيعي رحمه الله يكون تاريخ وفاة خليل وليس تاريخ إرسال النص. الهوامش: قطاوي: وصف يبدو انه كان سائد في ذلك الوقت يوصف به الرجل (الدليلة) الذي يعرف المسالك والموارد ويصل سريعاً لهدفه مشبها بذلك طائر القطاء.