مبتدى رسم الأمثال مسنونه واجبٍ عند مثلي يعرفونه يا بن سيار جا منك رسم شديد شن(1) يبيح من السد مكنونه نظم درٍ يفسر امفيد ٍ لمن شاف ما لاح للغير بعيونه ثم حييت رسمه عدد ما هما وابلٍ وألعج(2) البرق بمتونه أو كسا الخد نبتٍ و ما لعلعت كل ورقاً على الدوح بغصونه أرسلت من صديقٍ حفي ٍبها شاهدٍ ما بغيره يقيسونه كم فرحنا بزوله بغير احتقار إن بقا الغير قد زهد بخدونه صاحب ٍعندنا له مقام ٍ رفيع كل ربعه الى جا يخدمونه صاحبٍ عاف الأوطان جانا يسير بالمحبه وقومه يعذلونه يشتكي الشيب والشيب فيه افتخار مع وقارٍ هل الدين ينبونه فأنت كن عارفٍ لافتجاك الحمام أن شيبتك بالعمر مصيونه لو بقا فيك شيب فلا فيك عيب عندنا غاية القصد مظمونه فعتبر يا ابن سيار فيما مضى بالزمان الذي راح واقرونه والمقدم حسن خير سيد الحسن وأجود وابن داغر يعدونه كلهم ذموا الشيب دع ذا بعد وابن غشام خدنك يقولونه والتميمي بوادي الحنيفي شقا مثل ما سديت يا جبر بفنونه أنكر الشيب يا جبر ساعة دهاه شاف داني عياله يحقرونه ثم عود يثاري وهو ما ينوض لو بغا القومه دنوا له يزمونه فان حسبت الصبا ينشرى بالألوف او تحقق بسومٍ يبيعونه اشتريناه ياجبر فيما عناك لو بالاكراه ربعك يجيبونه او ذكرت الدوا في محل بعيد او تظن الاطباء يداوونه لو يقال من ورا الهند جبناه حوش ما اتوقف عن امرٍ تريدونه ذا مضى يابن سيار واقر السلام صوب من كل الامال من دونه منوة الضيف عمي غزير الجفان والمراميل بالعسر يرجونه باش الوجه عبدالله ان غرزت غر البكار كالعد يردونه اريحيٍ لطيفٍ لسيف الوغى واضح باللقا وقع مسنونه نعم ملفا لمثلك الى ما دهاك خطب او نابك امر تدارونه وابق واسلم ودم عشت في دار خير واعلم ان الاجاويد ممحونه ثم صلى إلهي على المصطفى عدت الرمل نثر وماء مزونه الشاعر: لم نجد من سمى هذا الشاعر ولا نعلم عنه سوى ما جاء في تقديم صاحب المخطوطه"مما قال ابن دواس مقاضاته لجبر وتعزيته له" وإشارة جبر له في قوله: يا ابن دواس واحلو عصر الشباب يوم حنا بمشاحيه وزمونه ولكن من سياق النص يظهر أن ابن دواس ابن أخ للشيخ عبد الله الذي لجأ إليه جبر ابن سيار في آخر سنوات عمره بدلالة قول ابن دواس: منوة الضيف عمي غزير الجفان والمراميل بالعسر يرجونه وقد جاء عند ابن بشر في سابقة"وفي سنة تسعين وألف،حج سيف بن عزاز و عبدالله بن دواس الخياري ومحمد بن ربيعه وشريف مكه يومئذ أحمد الحارث" ووفاة جبر بن سيار كانت في عام 1085ه ما يعني انه كان معاصراً لعبدالله بن دواس الخياري وبالتالي يرجح لدي أن جبر هو الذي عناه بالشيخ عبدالله وان الشاعر هو ابن أخ له ويكون الشاعر ابن دواس الخياري. أما قول عبدالله الحاتم في كتابه خيار ما يلتقط "ابن دواس: لا نعرف هل هو دهام بن دواس.. أو أخيه تركي بن دواس"فهذا اجتهاد من الحاتم (رحمه الله) لا يقوم على دليل. دراسة النص: جاء هذا النص رداً على النص الذي أرسله جبر لشاعرنا ابن دواس وشكى فيه كبر السن وما يلاقيه من صدود الفاتنات وقد حاول ابن دواس في هذا النص ان يواسي جبر بن سيار الذي يؤكد أن له عندهم منزلة رفيعة وإنهم فرحوا بمقدمه رغماً عن محاولات البعض ثنيه عن ذلك ثم يبادر إلى الرد على شكوى جبر من الشيب ويؤكد أن الشيب فخر ووقار وبذلك يقول رجال الدين وهم يعزون كبير السن ويحفظون له شيمته وكرامته وان عليه أن يأخذ العبرة ممن سبقوه في الزمن الماضي، ويسوق أمثلة على ذلك فيذكر المقدم حسن ابن السيد حسن ويذكر أجود وابن داغر ورميزان ابن غشام والتميمي من أهل وادي حنيفه الذي رأى الاحتقار من أقرب أولاده ويبدو أن له قصة وقصيدة في هذا الشأن لم تصلنا (وليس بالتأكيد أن التميمي هو ابن مانع كما ذهب لذلك الحاتم)، ثم أن شاعرنا يؤكد لجبر وقوفهم إلى جانبه ولو أن الصبا يجلب لابتاعوه له ولو وصل بهم الأمر أن يمنحوه إياه بالقوة بل أنهم مستعدون للذهاب إلى ما وراء الهند في سبيل تحقيق رغبة جبر، ثم ينتهي إلى إرسال السلام إلى عمه عبدالله ويمتدحه بأنه كريم وإن الأرامل ترتجي فضله، كما انه لطيف المعشر باسم الوجه وفي المعارك فانه فارساً مرهوب الجانب لا يخفى فعله.