توجهت رئيسة وزراء استراليا جوليا غيلارد الجمعة لتفقد المنكوبين من الفيضانات التي اجتاحت شمال شرق البلاد مما اضطر السلطات الى اخلاء المناطق بالقوة. وغمرت المياه مساحة توازي مساحة فرنسا والمانيا معا واجتاحت عشرات المدن والقرى في مقاطعة كوينزلاند وعزلتها عن سائر البلاد. وقالت غيلارد للصحافيين في بوندابرغ احدى اكثر المدن تضررا "ارى ان الحكومة واجهزة الاغاثة تقدم كل المساعدات اللازمة في مواجهة هذه الفيضانات". واضافت ان "شجاعة السكان والتضامن مع الضحايا مؤثران للغاية" وحيت "الروح الاسترالية التي تدفع كل فرد الى الاهتمام بالاخرين في وقت الشدة". وتسببت عاصفة تاشا الاستوائية بفيضانات واسعة خلال فترة الاعياد في المنطقة المهمة اقتصاديا القريبة من مدينة بريزبن حيث وصل منسوب المياه في الانهار الى مستويات غير مسبوقة فيما استمر هطول المطر غزيرا. وفي الوقت الذي يستمر فيه ارتفاع منسوب المياه، غمرت الفيضانات 22 مدينة تقريبا. ويعتبر اربعة الاف منزل في روكهامبتون (شمال بريزبن) مهددة بالمياه. وفي ايمرالد تم اجلاء 1200 شخص من السكان البالغ عددهم 11 الفا ويخشى ان تغمر المياه 80% من البلدة بسبب فيضان النهر القريب منها. والجمعة، اغلق مرفأ بوندابرغ بسبب الحطام الذي يعيق الوصول اليه ومن المفترض ان يتم ايضا اغلاق مطار روكهامباتون خلال عطلة نهاية الاسبوع. وتخشى السلطات حصول نقص في المواد الغذائية في بعض المناطق المعزولة بالاضافة الى انتشار اوبئة اذا استخدم السكان مياها غير صالحة للشرب. واعلنت هيئة الارصاد الجوية تشكل اعصار اخر قبالة الساحل الغربي في الجانب الاخر من البلاد. وفي الجنوب، وفي مقاطعة فيكتوريا تخشى السلطات ان يؤدي ارتفاع درجات الحرارة القياسي الى اندلاع حرائق في الغابات. وتعطلت حركة الملاحة في ميناء "بوندابرج" وموانئ فحم أخرى في ولاية كوينزلاند الجمعة بعد أن أصابت أسوأ فيضانات يشهدها الساحل الشرقي باستراليا في نصف قرن الحياة بشلل تجاري ، لتزيد من الحالة المزرية للمزارع والمنازل والمباني التجارية المغمورة بالمياه. وتم إجلاء آلاف الأشخاص جوا من بلدات معزولة وسط تحذيرات من أن الأزمة يمكن أن تستمر أسابيع وليست لأيام. وقالت رئيسة وزراء كوينزلاند آنا بليج إن "هذا (الوضع) سيتحول إلى كارثة تتسبب في أضرار بمليارات الدولارات... كوينزلاند تواجه أصعب لحظاتها".