أقيم امس الأول حفل زواج جماعي للمعوقين حركياً في المملكة نظمته جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) وذلك بحضور صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي و الأميرة سميرة الفيصل. واستحدثت جمعية الإعاقة الحركية "برنامج ذرية " الذي يعد من أهدافها الأساسية لكل من تعاني من صعوبة في الحمل والإنجاب من منسوبات الجمعية، وقد خضعت له أولى منسوباتها فعلياً بتكلفة 11 ألف ريال تكفلت بها الجمعية كاملة، إضافة إلى خصم بنسبة 30% للوالدات من المعاقات. هذا ما كشفته ل " الرياض" مديرة القسم النسائي بجمعية الإعاقة الحركية الأستاذة سهام جستنيه في حفل الزفاف الجماعي لهذا العام والذي شهد أكثر من 700 حاضرة لحضور حفل زفاف 74 فتاة منهن 7 معاقات والباقيات سليمات بينما كان عددهن في العام الماضي 51 عروسة , وقد كانت الإعانة لكل معاق 50,000 ريال في العام الماضي بينما هذا العام أصبحت 20,000 ألف ريال. وأوضحت بعض من مساعي الجمعية لجميع ما يصب في مصلحة المنتسبين والمنتسبات , حيث ذكرت مجهوداتها مع ثلاث حالات رفضتها جميع المدارس والتي من أجلها خاطبت الجمعية وزارة التربية والتعليم ومازالت تنتظر القبول. وقالت جستنيه إن الحفل شارك به أكثر من 46 متطوعة من طالبات الجامعة وربات البيوت واللاتي شاركن بالأعمال التنظيمية , كما توجد خمس عضوات متخصصات بالدعم المادي والتنظيمي والضيافة وكبار الشخصيات، مطالبة بتعاون جميع الجهات الحكومية والترفيهية ومالكي قاعات الأفراح بتوفير منزلقات خاصة للمعاقين حيث مازال المجتمع يعاني من قلة وعي واحترام لمشاعر هذه الفئة. وأشارت أن الجمعية توفر دورات تثقيفية مستمرة لجميع المتزوجين من ذوي الإعاقة , كما أقامت الجمعية مؤخرا دورة بعنوان " أيتها العروسة كيف تكونين سعيدة" وقد حضرها عشرة من المتزوجين. مبادرات من المجتمع تجاه العرائس شملت مقر الحفل والأجهزة الكهربائية وهدايا ذهبية وذكرت جستنيه أنه تم التبرع بالقاعة من قبل الأستاذ عبدالعزيز الشتوي بمبلغ 240,000 ريال , كما تم التبرع بالكوشة والتي كلفت مبلغ 50,000 ريال بالإضافة للحلويات التي تبرعت بها العديد من السيدات وأصحاب المحلات وكذلك ماكياج العرائس والورود التي تبرعت بها المشاغل ومحلات الكوش والأفراح كنوع من الدعم. وتحقق الحلم بارتداء الفستان الأبيض من جهة أخرى قالت إحدى المتطوعات والمسؤولة عن ترتيبات الزواج الأستاذة "مها الحقباني" إنه تم التبرع لكل عروسين بجميع الأجهزة الكهربائية والمستلزمات الأساسية بالإضافة إلى مبلغ 4000 ريال لكل معاق ومعاقة , كما تم إهداء تعليقة ذهب وخاتم لكل عروسة مقدمة من العثيم كهدية ومعونة. في الجانب الآخر أبدى العديد من المتزوجات في الزواج الجماعي مشاعر الفرح والسرور والامتنان لكل من تبرع لهن بشكل مادي أو معنوي وحضر فرحتهن. وقالت فاطمة الحوباني -35عاماً- مصابة بشلل أطفال ومتزوجة من معاق: مشاعري لا يمكن لأي كلمة أن تصفها من فرحة وألم فجمعية حركة حققت لي ما كان مستحيلا , جعلتني أرتدي الفستان الأبيض وأكون أسرة لأنفصل عن وحدتي السابقة ,كما عوضتني وجود والديّ رحمهما الله وأهلي وأخوتي الذين لم يحضروا معي في مثل هذا اليوم! وأضافت الحوباني أنها أقدمت على فكرة الزواج وهي تعلم ما ستكابده من مشاق وصراع مع إعاقتها هي وزوجها , وهمست بتحدٍ " سننجح ونكوِّن أسرة وننجب أطفالا بإذن الله" بينما رأت مريم الزبيدي -24 عاما- سليمة لا تعاني من أي إعاقة أن زواجها من "معاق عقيم" ويكبرها ب 11عاما تحد لها وللمجتمع الذي أنكر عليها هذا الارتباط , موضحة أن فترة عقد القران كانت كافية لتحسم الموقف بالموافقة في الاستمرار في هذا الزواج . ومن الطريف الذي يذكر هي حالة أسماء المطيري 20عاماً مصابة بإعاقة في اليد وحامل بتوأم في شهرها الثامن , وقد كانت ترتدي فستانها الأبيض والذي أهدتها إياه الجمعية وما يتناسب مع حجم بطنها فأبدت فرحتها بهذا اليوم ووجهت شكرها لكل من حضر وتبرع ودعم , وعن وضع حملها وحياتها الزوجية قالت : زوجي مصاب بشلل في جميع أطرافه وبعد حملي بات الأمر صعبا قليلا فكان لابد من تدخل أسرتي لمساعدتنا لأقيم عندهم وكل يومين أزور زوجي . باقة ورد في ليلة العمر ووجدت منال المسعود -25 عاماً – سليمة لا تعاني من أية إعاقة أن زواجها من معاق كان بمثابة هدية من المولى عز وجل لها , وتقول : أخذ الله منه الحركة وأعطاه الحكمة والحنان الذي به عوضني عن يتمي والقت صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي كلمة لها وشكرت كل من قام على إحياء هذا الحفل داعية جميع الفتيات والشابات في المشاركة "بمنتدى الغد" الذي سينطلق في دورته المنعقدة بعد ستة أشهر. كما وجهت صاحبة السمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل كلمتها الداعمة لجميع المعاقات لتبث فيهن روح الأمل والسعادة. هذا وقد تم عرض العروض " الفلكلورية" لمجموعة من المتطوعات نالت استحسان الجميع. يذكر أن الحفل أقيم مساء الأمس الأول بالقاعة الكبرى للاحتفالات والمؤتمرات بحي الفلاح حضره 48 عروسة , منهن 41 سليمة مرتبطة بمعاق , كما أن جمعية الإعاقة الحركية مازالت تستقبل طلبات الزواج من معاقين ومعاقات .