كانت مدينة الرياض على موعد مع أول حفلة زفاف جماعية على مستوى السعودية للمعوقين حركياً، نظمته جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) مساء أمس، إذ بلغ عدد من دخلوا القفص الذهبي 102 شاب وفتاة ضمن احتفالية أقيمت في مركز الملك فهد الثقافي برعاية أمير منطقة الرياض بالإنابة الأمير سطام بن عبدالعزيز. وعبّر الأمير سطام عن سروره الكبير بالاحتفاء الجماعي بالعرسان، مؤكداً دعمه الكامل لهم لمساعدتهم على تأسيس حياة سعيدة وكريمة. من جهته، ذكر المشرف على مشروع الزواج الجماعي رئيس مجلس إدارة جمعية «حركية» المهندس ناصر المطوع ل«الحياة» أن الجمعية حرصت منذ إنشائها على التوفيق بين ذوي الإعاقات الحركية وتزويجهم ببعض أو تزويج السليمين بالمعوقين وبنجاح عدد من هذه الزيجات وتزايد الإقبال عليها نشأت فكرة الزواج الجماعي للمعوقين حركياً. وأضاف أن الجمعية قدمت إعانات مالية وعينية بواقع 50 ألف ريال لكل شاب، لافتاً إلى أن المشروع يأتي ضمن مشروعات عدة تقوم بها الجمعية لخدمة هذه الفئة، إدراكاً منها بضرورة اندماجها مع المجتمع وأحقيتهم في ممارسة حياتهم الطبيعة وسط منظومة متكاملة من الخدمات المقدمة لهم بتوجيهات من الحكومة. يذكر أن المطوع أعلن أخيراً عن إنشاء أول مشروع وحدات سكنية خيرية للمعوقين حركياً في السعودية. وفي القاعة الكبرى للمؤتمرات، احتشدت أكثر من 1000 سيدة من أهالي المعوقين وممثلات عن الجهات الخيرية الداعمة لحفلة الزواج والمتطوعات اللواتي قمن بتنظيم الاستقبال ومساعدة أسر المعوقين. وأكدت مسؤولة القسم النسائي في الجمعية سهام جستنيه أن عدد الراغبين في الزواج تزايد. وقالت ل«الحياة»: «نتلقى على هاتف الجمعية اتصالات عدة من فتيات يردن الارتباط في معوقين رغبة في الأجر». وذكرت عضو جمعية «حركية» مباركة الدوسري ل«الحياة» أن الفتيات جُهزن في عدد من صالونات التجميل، وجرى استئجار فندق للمعوقات القادمات من خارج مدينة الرياض، مشيرة إلى أن من بين المتزوجات 4 فتيات غير سعوديات. وأكدت مسؤولة تجهيز العرائس مها الحقباني أن إعانة الزواج لكل شاب بلغت 50 ألف ريال، وقدمت القاعة خصماً بنسبة 65 في المئة، فيما قامت 20 كوافيرة من مشاغل نسائية كبرى على تزيينهن من الساعة 12 ظهراً إلى المساء بشكل مجاني. وتطرقت إلى أن الجمعية بدأت بإعداد قائمة أخرى من المعاقين يرغبون في الزواج استعداداً للدفعة الثانية من المشروع العام القادم. معاقة لم تدخل مدرسة لكنها تجيد القراءة لم تمنعها إعاقتها الحركية وجلوسها على الكرسي من تخطي صعوبات الحياة والخروج من الأمية إلى عالم القراءة والكتابة. طموحها وحده كسر جميع الصعوبات، وتحققت رغبتها في التعليم ومحاولة القراءة والكتابة ذاتياً من دون دخول المدرسة. قالت العروس المعوقة التي فضلت عدم ذكر اسمها ل«الحياة»: «لأني معوقة ولأني ولدت في قرية نائية لم أتمكن من الالتحاق بالمدرسة، فحاولت استراق الوقت وتقليد إخوتي الصغار في المرحلة الابتدائية وأخذ دفاترهم ونقل ما يكتبون». وأشارت إلى أنها عندما بلغت ال12 من عمرها قالت لنفسها «الآن أدخل القفص الذهبي متعلمة مثلي مثل أي فتاة سليمة أجيد القراءة والكتابة، وأنا لم التحق يوماً بالدراسة، مضيفة أنها بعد سنوات من التعليم الذاتي أصبحت تقرأ الصحف المحلية والاشترك في القنوات الإخبارية على الجوال، وتكتب الرسائل النصية ونادراً ما تقع في خطأ إملائي بحسب ما تؤكد عضو في جمعية «حركية».