ينتخب سكان قرغيزستان غداً نوابهم في اقتراع يفترض ان يؤدي الى انبثاق اول نظام ديمقراطي برلماني في آسيا الوسطى واحلال الاستقرار في هذه الجمهورية السوفياتية سابقا، لكنه يواجه خطر اندلاع اعمال عنف سياسية واتنية جديدة. وكانت قرغيزستان، البلد الوحيد الذي يحتضن قاعدة عسكرية روسية واخرى اميركية في آن، صادقت في يونيو على دستور جديد الغت بمقتضاه النظام الرئاسي القائم -كما هو الحال في بقية دول آسيا الوسطى- بعد انتفاضتين (مارس 2005 وابريل 2010). وبذلك تأمل الحكومة الانتقالية والرئيسة روزا اوتونباييفا التي تولت السلطة عقب انتفاضة ابريل التي اطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف واسفرت عن سقوط العشرات من القتلى، بخفض التوتر في البلاد. لكن روسيا ومحللون حذروا من ان هذا النظام الذي ينذر بتشكيل برلمان كثير الانقسامات قد يشل العملية السياسية ويزيد في تصعيد اعمال العنف الشبيهة بتلك التي وقعت في يونيو واسفرت عن سقوط ما بين 400 الى الفي قتيل حسب المصادر. واعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في هذا الصدد خلال قمة لمجموعة العشرين "يصعب علي ان اتصور كيف يمكن ان ينجح نموذج جمهورية برلمانية في قرغيزستان بدون ان يتسبب في سلسلة من المشاكل وبدون ان يشجع على وصول قوات متطرفة الى السلطة". ولا تتوقع الرئيسة اوتونباييفا اعجوبة من خلال الانتخابات لكنها ترى انها الفرصة الوحيدة لارساء السلم في المجتمع. وقالت "كلما ازداد عدد الاحزاب في البرلمان سيكون الامر افضل. اكيد ان الفوضى ستسود، لكن الفوضى هنا (في البرلمان) افضل منها في الشارع". وافادت الاستطلاعات ان ستة على الاقل من الاحزاب ال29 المتنافسة لديها فرصة بتجاوز نسبة ال5% من الاصوات الضرورية لدخول البرلمان وعدد مقاعده 120، ومن بينها حزبان يدعمان الحكومة الانتقالية وهما اتا-ميكن والحزب الاجتماعي الديمقراطي لقرغيزستان وهما الاوفر حظا. ورغم ان نتائج الاستطلاعات تختلف من تحقيق الى اخر، الا انها جميعا تتنبأ بان تحقق حركة ار-ناميس بقيادة رئيس الوزراء فيليكس كولوف نتيجة حسنة. ويدعو هذا الجنرال السابق الذي تعرض الى الاعتقال، الى نظام رئاسي قوي وقد وقع اتفاق شراكة مع روسيا الموحدة، حزب رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. كما يتوقع ايضا دخول الحزب القومي اتا-جورت المعارض بشدة تطلاعات الاقليات الاتنية في البلاد، الى البرلمان. وتثير احتمالات تحقيق هذا الحزب اختراقا مخاوف من عودة العنف الى جنوب البلاد حيث تشكل الاقلية الاوزبكية في بعض الاماكن نصف السكان بينما تمثل على الصعيد الوطني 14% من اصل 5,3 مليون نسمة. وكانت هذه الاتنية اكبر ضحية لاعمال العنف في يونيو.