أعاد الحادث المروري الذي تعرضت له عدد من المعلمات مع أول 48 ساعة دراسية لهذا العام، وأدى إلى وفاة معلمتين وإصابة 3 آخريات على طريق (ضباء – الوجه ) بعد اصطدام سيارتهن بشاحنة "قلاب" بسبب تجاوز خاطئ من قبل قائد الشاحنة، مطالبة العديد من المعلمات وذويهم بالنظر لمعاناتهن اليومية أثناء تنقلهن من مقر سكنهن إلى المدارس البعيدة، والتي تتجاوز في كثير من الأحيان (250 كم)، والذي يستدعي خروجهن من منازلهن قبيل صلاة الفجر، للوصول إلى المدارس التي يعملن بها قبل الدوام الرسمي، متسائلين: متى سيتم نقلهن لمناطق قريبة؟، وخصوصاً بعد خدمة طويلة امتدت لأكثر من 12 عاماً ذاقوا خلالها المر والتعب، إضافةً لرؤيتهن للكثير من المشاهد الدامية بفعل الحوادث المرورية، والاغتراب عن أسرهن الذين يشاركونهن المعاناة، خصوصاً الأطفال الذين يفتقدون أمهاتهم لفترات طويلة. وتطالب المعلمات بالتفريق بين النقل الداخلي والخارجي، ليكون الخارجي من محافظة في منطقة إلى أخرى، بينما يكون النقل الداخلي من محافظة الى محافظة في نفس المنطقة، وذلك بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بضم الحركة الداخلية للخارجية، لتتسبب بأضرار كبيرة للمعلمات في المناطق البعيدة بعد نقلهم لمحافظات بعيدة جداً عن منازلهن على اعتبار أنها منطقة واحدة. «حوادث المعلمات».. مشاهد الموت مؤلمة ! لا توجد مساواة تتسأل إحدى المعلمات من محافظة القطيف والتي عملت لمدة 8 سنوات في جازان ومن ثم تم نقلها إلى الأحساء التي تبعد (250 كم) عن مسكنها لتعمل لمدة 4 سنوات، عن كيفية المساواة بين معلمة مغتربة تدفع مصاريف السكن وتذاكر الطيران والتنقل، إضافة للغربة المريرة، بمعلمة تعمل على بعد أمتار أو كيلومترات معدودة عن منزلها، مضيفةً أنه يتم صرف 400 ريال كبدل نقل للمعلمة، إلا أنها تقتطع من راتبها الآن 1500 ريال، تدفعها للسائق وذلك بعد معاناة واجهتها مع زميلاتها في البحث عن سائق يقبل بنقلهن من محافظة القطيف إلى الاحساء، نظراً لبعد المسافة وسوء الطريق الذي يمتلئ بالشاحنات في معظم الأوقات، والذي يسبب رعبا حقيقيا لهن، خصوصاً ونحن نسمع بين الحين والآخر وقوع حوادث لزميلات لهن وقعن ضحية لسوء الطريق، أو تهور بعض السائقين، مشيرةً إلى خروجهن في ساعات الصباح الباكر أي قبل شروق الشمس. اغراض معلمة داخل سيارة نقل بعد وقوع الحادث.. توصيات ومقترحات وتعاني المعلمات اللاتي يعملن في مناطق بعيدة من مشكلات اجتماعية بسبب تأخر نقلهن لسنوات طويلة دون إيجاد حوافز لهن من بدلات نقل وتخفيض للنصاب اليومي من التدريس، لتمكينهن من التوفيق بين رسالتهن التربوية والأمانة الأسرية الملقاة عليهن في تربية أبنائهن، وذلك لقضائهن ما يزيد عن 13 ساعة خارج منازلهن، وسبق أن نشرت "الرياض" توصيات ومقترحات قدمتها المعلمة "نوال محمد" لوزارة التربية والتعليم ووزارة النقل للحد من عملية وقوع الحوادث المرورية للمعلمات، وشملت التوصيات تبني قرار التعيين للمعلمات في القرى أو المدن التي ينتمين إليها فقط، وعدم السماح لمؤسسات النقل بنقل أكثر من معلمتين إضافةً للسائق والمحرم، لتفادي الضحايا الجماعية، والعمل على إلحاق المعلمة بأقرب مدرسة لولي أمرها رغبة في اعتمادها عليه في التوصيل، إلى جانب تمكين المعلمة من التقاعد المبكر بعد مضي "10" سنوات على الخدمة لتكسب فرصة أكبر للسلامة من حوادث نقل المعلمات، ولتتيح الفرصة لتقليص قوائم الانتظار، بالإضافة إلى التوعية المكثفة بخطر النقل الجماعي للمعلمات، واشتراط توفر وسائل أكثر دقة في سلامة المركبة المخصصة لنقل المعلمات، وأن تكون حديثة الصنع، وكذلك تحديد السقف الأعلى لأجرة نقل المعلمة لمسافة يجب ألا تزيد على "40" كم، وتوفير سكن داخلي إلزامي للمعلمات في الأماكن النائية، تتوفر فيه كامل شروط الأمن والسلامة والحياة الكريمة، مع إلزام السائقين بحد أعلى للسرعة لا تتجاوز (110 كم) في الساعة، وذلك بعد أن بلغ معدل حوادث نقل المعلمات 6.2 حوادث لكل مائة معلمة متنقلة وفق دراسة علمية أجريت بتمويل وإشراف من اللجنة الوطنية لسلامة المرور، التي أوضحت أن السواد الأعظم من حوادث المعلمات يقع في ساعات الصباح الباكر، أي في وقت تكون الرؤية فيه محدودة، كما أن مركبة من بين كل خمس مركبات نقل المعلمات عمرها يتجاوز 10 سنوات أي قديمة وغير صالحة، كما أن (22%) من هذه المركبات تستخدم إطارات تجاوزت عمرها الافتراضي. يشتكين من تشدد المديرات في تفهم وضعهن الصعب تشدد مديرات المدارس وتشكو بعض المعلمات من التشدد المبالغ من بعض مديرات مدارسهن في تفهم وضعهن، وذلك بمحاسبتهن الشديدة عند التأخر لدقائق معدودة لظروف خارجة عن اردتهن، كحوادث مرورية تؤدي إلى توقف حركة سير المركبات على الطريق، أو تعطل مركباتهن أثناء توجههن إلى المدرسة، وهو الذي يعرضهن لحسم أيام الاجازة الاضطرارية وعددها 5 أيام فقط، والتي تضيع دائماً لأسباب خارجة عن ارادتهن، كمرض السائق أو تعطل السيارة. مقلق ومتعب نفسياً لا يشعر بمدى معاناة المعلمات المغتربات أو اللاتي يعملن في مناطق بعيدة عن منازلهن غيرهن وأسرهن، حيث يصف "عبد الواحد اليوسف" والذي يتابع علاج زوجته المعلمة المصابة بإصابات بليغة من جراء الحادث المروري الذي أودى بحياة زميلتها وإصابتها مع زميلة أخرى بالمقلق والمتعب نفسياً، وذلك أن زوجته تخرج يومياً قبيل صلاة الفجر مع عدد من زميلاتها ليتوقفن في إحدى محطات البترول لاداء الصلاة في المصلى الخاص بالنساء، ثم يواصلن مسيرهن نحو المدرسة وسط الشاحنات التي تنتشر على الطريق، إضافة للتحويلات المنتشرة والتي تزداد خطورتها مع أحوال الطقس المتقلبة، وتشكل خطورة كبيرة جداً على حياتهن دون أي تقدير من بعض المديرات اللاتي يقمن بتوجيه العتب والتوبيخ بسبب التأخير، متناسيات بأن حياة المعلمات أغلى من بضع دقائق مفقودة لأسباب خارجة عن الارادة، ذاكراً أن زوجته تعرضت لخلع في كاحل رجلها اليمين، إضافةً لكسر وتمزق في أربطة ركبتها، مع جرح عميق في الفخذ و رضوض وكدمات مختلفة في أنحاء جسمها ووجهها، لافتاً إلى أن هناك أكثر من موضوع يقلق كل أسرة ويشغل بال كل معلمة رماها حظها ونصيبها في إحدى المناطق النائية، لتقضي بذلك ما يقارب 6 ساعات يومياً في التنقل، إضافة لسبع ساعات يقضينها في المدرسة، ما يستدعي خروجهن من الساعة الرابعة فجراً ولا يعودن إلا الرابعة عصراً، خصوصاً وإن الكثير من المديرات يمنعن المدرسات الساكنات في منطاق بعيدة من الخروج مبكراً حتى وان لم يكن لديهن حصص. يطالبن بتوفير وسائل سلامة أكثر دقة في سلامة مركبة النقل رعاية الأبناء ويتسائل "اليوسف": كيف تتمكن المعلمة من تقديم دورها على أكمل وجه وهي تعاني معاناة كبرى للوصول إلى المدرسة؟، ومثلها أيضا في العودة إلى المنزل، الذي ينتظر منها دوراً آخر في رعاية الأبناء وترتيب المنزل، مما يسبب ضغطاً كبيراً في حياة المعلمة، مطالباً بإعادة النظر في حركة نقل المعلمات نظراً لعقم نتائجه، مؤكداً أن زوجته خدمت مدة خمس سنوات على حدود اليمن في محافظة أحد المسارحة، وسبع سنوات في محافظة الاحساء، بينما كان من المفترض نقلها لمنطقة أقرب من الاحساء. لم تنتظم في العلاج ساهم اغتراب المعلمة "أم حسين" بعدم انجابها لمدة تزيد عن الخمسة عشر عاماً، وذلك لعدم انتظامها على العلاج مع زوجها خلال فترة عملها في جازان والذي امتد لمدة ست سنوات، كانت تقطع خلالها (90 كم) لتصل إلى الهجرة التي تحتوي مدرستها، لتنتقل بعد ذلك لهجر الأحساءالشرقية منذ عام 1425 ه، ولا زالت تنتظر الفرج بالانتقال إلى منطقة قريبة من سكنها. ألسنة اللهب ولا تنسى "أم حسين" المشهد المرعب الذي عاشته مع زميلاتها، عندما تعرضت سيارتهن وهن متوجهات إلى مدرستهن على بعد ( 230 كم ) من سكنهن لحريق سيطر على كامل السيارة، بعد أن لطف الله بهن عندما لاحظ السائق انبعاث الأدخنة من غطاء المحرك، ليوقف المركبة ويخرجهن على وجه السرعة، لتمتد ألسنة اللهب مباشرة لداخل السيارة.