أعربت هيرتا مولر ، الحائزة على جائزة نوبل في الآداب ، عن صدمتها الشديدة إزاء كشف النقاب عن عمل صديقها المقرب ، أوسكار باستيور ، الذي توفي قبل سنوات لصالح الاستخبارات الرومانية. وفي مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونج" الألمانية أعربت مولر عن شعورها بالصدمة والغضب عندما علمت بذلك للمرة الأولى قبل بضعة أسابيع. ووصفت مولر التي حصلت على جائزة نوبل في الآداب في ديسمبر الماضي هذه المفاجأة بأنها بمثابة "الصفعة". غير أن مولر ، الألمانية الجنسية الرومانية المولد ، وصفت رد فعلها بعد ذلك على هذه المفاجأة "بالعطف" و"الحزن". تجدر الإشارة إلى أن شتيفان زينرت ، العالم المتخصص في اللغة الألمانية وأدابها ، ذكر في أحدث الإصدرات لدورية "شبيجلونجن" العلمية الربع سنوية استنادا إلى وثائق أعلنت في العاصمة الرومانية بوخارست أن الشاعر الألماني الجنسية الروماني المولد باستيور والذي توفي في عام 2006 عمل في الفترة بين 1961 و1968 كمخبر لصالح المخابرات الرومانية الشيوعية تحت اسم مستعار هو "أوتو شتاين". كانت مولر نشرت العام الماضي رواية بعنوان "أتم شاوكل" أي"اهتزاز الأنفاس" تتحدث عن روماني من المثليين الجنسيين سجنه السوفييت في معسكر بأوكرانيا للعمل القسري يموت فيه العديد من الناس جوعا. وكتبت مولر هذه القصة بمساعدة صديقها المقرب باستيور حيث كانت القصة مبنية على ما حدث له بالفعل. وذكرت هذه الوثائق أن باستيور خرج من المعتقل في عام 1949 حيث شرع في كتابة الشعر بالألمانية وتزوج وصار مراسلا إذاعيا وأنه أنهى عمله الاستخباراتي في عام 1968 عندما سمح له بالمرور عبر الستار الحديدي إلى الشطر الغربي من برلين. غير أن مولر بدت وكأنها كظمت غيظها إزاء صديقها الراحل إذ اقتصر حديثها خلال قراءة أدبية الخميس الماضي على المحنة التي مر بها باستيور في معسكر العمل القسري مشيرة إلى أنهما زارا معا موقع هذا المعسكر قبل وفاته.