ذلك القس المتطرف في ولاية فلوريدا الأمريكية، الذي أعلن أنه سيحرق المصحف الشريف يبدو أنه لم يقرأ القرآن أو فعل ولم يستوعب معانيه. كما أنه بهذه النيه الانتقامية التى لا تنسجم مع شخصية رجل دين يريد أن يقول للعالم إن الإسلام هو (الإرهاب) وهو يعلم ان التصرفات الفردية المتطرفة (وهذا ينطبق على حالته) ليست من الدين وإنما هي استجابة غوغائية سطحية لانفعالات يعمل على تأجيجها افراد متطرفون ومؤسسات اعلامية متطرفة ، ويفترض برجل الدين ان لا يستجيب لحملة التأجيج وان يكون في صف العقلاء لبناء جسور التفاهم والمحبة والسلام والتعاون من اجل رخاء البشرية . ويبدو ان هذا القسيس(جيري جونز) لايتمتع بثقافة كافية تجعله يدرك خطورة الحماقة التى يريد ان يقدم عليها، وتقوده ثقافته السطحية او فكره المتطرف الى ان يجر المسلمين إلى ردود أفعال عنيفة تشوه صورة الإسلام وهكذا يستمر العالم في دوامة الفعل ورد الفعل في غياب المواقف الدولية الحازمة تجاه من يعبث بالأديان . ان المسلمين وغير المسلمين لن يقبلوا هذا الفعل المشين الذي يريد ذلك القسيس المتطرف ان يقدم عليه قال تعالى (آلم ذلك الكتب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أُنزِلَ إليك وما أُنزِلَ من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ) ان كل الشعوب والحكومات تقف ضد الفعل الآثم الذي يسعى هذا القسيس او غيره الى الإقدام علية سواء بحرق المصحف الشريف ، او الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، واذا كان يقدم على هذا السلوك المنافي للدين والأخلاق استغلالاً لعاطفة الشعب المتأثر بحادث الحادي عشر من سبتمبر، فإنه لا يقدم الحلول وإنما يريد أن يصب الزيت على النار ، والبحث عن أضواء إعلامية لكنيسة صغيرة لاتتبع مذهباً دينياً مسيحياً معيناً وهي كنيسة مفلسة أخلاقياً ومالياً ويسعون الى جلب الانتباه اليهم بأي ثمن حسب تعبير الدكتور نهاد عوض الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الاسلامية الامريكية (كير) في حديثه لجريدة الرياض المنشور يوم الأربعاء 29رمضان 1431ه وهنا أتفق مع الدكتور نهاد عوض في ان يظهر المسلمون قيم الإسلام الحقيقية وان يرفضوا الانسياق خلف هذا الكمين الذي يريد منه هذا المتطرف ان يجر المسلمين الى الغضب والى ردود فعل عنيفة والى إحداث شقاق داخل المجتمع ليفرح بها هذا المتطرف ويستغلها لتأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين في المجتمع الأمريكي ،كما انه يستغل مساحة الحرية في التعبير في الدستور الامريكي وهي مساحة يجب ان يعاد النظر فيها بحيث تحرم العبث بالأديان والسخرية من الانبياء وإهانتهم . ومن المؤسف أن تلك المساحة المتاحة لحرية التعبير تضيق لتمنع التطرق لبعض القضايا السياسية وكأنها أصبحت أكثر قدسية من الأديان . ان المسلمين لن يستطيعوا تجاهل فكرة هذا الجاهل الأحمق (جونز) ولكن المؤمل حرمانه من مبتغاه والحذر من الوقوع في الكمين والرد عليه بالقيم الاسلامية العظيمة التي تنسف أفكاره الهدامة المتطرفة ، ومن غير المنطقي ان نسلّم القيادة لرجل من صفاته الجهل والحماقة .