قال الدكتور نهاد عوض الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية «كير» في واشنطن أن السلطات المحلية في ولاية فلوريدا رفضت منح القسيس الآثم جيري جونز ترخيصاً بحرق القرآن الكريم وهو ما يهدد بأنه سيقوم به يوم السبت القادم الذي يوافق ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقال الدكتور عوض في حديث ل«الرياض» أن الجهود الإسلامية في الولاياتالمتحدة متواصلة عبر كافة القنوات الرسمية منها والدينية للتصدي لهذا القسيس ووقف ارتكابه لهذه الجريمة. وحث الدكتور عوض المسلمين على التحلي بالصبر وبأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف في هذه المحنة الشاقة. وبدأ الدكتور نهاد عوض حديثه ل«الرياض» قائلاً: «من المهم ومن الأمانة أن يعلم الجميع أن هؤلاء الذين يودوا حرق القرآن الكريم لا يمثلون إلا شريحة صغيرة جداً لا يحسب لها حساب لا عدد ولا اعتبار فهم كنيسة صغيرة لا تتبع مذهبا دينيا مسيحيا معينا وهي كنيسة مفلسة أخلاقياً ومالياً ويسعون إلى جلب الانتباه إليهم بأي ثمن بما في ذلك حقن الأحقاد وإشعال الفتيل من جديد وحتى على حساب مصلحة وأمن الولاياتالمتحدة. والاهتمام الإعلامي بهم أصبح أكبر مما يهددون بالقيام، فهم إن أرادوا أن يتلفوا نسخة من القرآن الكريم فلن يضروا الله شيئاً ولن يضروا الكتاب ولا حتى يضروا المسلمين. من جانب آخر رفضت السلطات المحلية في ولاية فلوريدا منح القسيس جيري جونز الترخيص بحرق القرآن الكريم لأن ذلك يخالف دواعي استخدام الكنيسة. كما أن هناك أعداد كبيرة من الكنائس في عموم الولاياتالمتحدة دانت القيام بمثل هذا العمل الشنيع والتخريبي. ويضيف الدكتور نهاد عوض: من جانبنا في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، قمنا بتوجيه المسلمين في الولاياتالمتحدة بأن يراعوا أقصى درجات الهدوء والصبر وضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريد أن يشوه ويطعن في الإسلام. وأفضل طريقة للانتصار لكتاب الله هو الالتزام بأخلاق القرآن الكريم واتباع تعاليمه. أدعو مسلمي الولاياتالمتحدة للهدوء وتفويت محاولة الوقيعة وإظهار قيم الإسلام الحقيقية والآن المسلمون في الولاياتالمتحدة وفي العالم يختبرون في هذا الحدث، وعليهم أن يثبتوا أنهم لا يستفزوا بهذا العمل الأهوج والجبان والمستفز. ويؤكد الرئيس التنفيذي ل«كير» :نحن كمسلمين يؤرقنا ذلك وندينه لأنه عمل فيه إساءة لمشاعرنا، لكن أيضاً فيه لعبة نفسية يجب أن لا نقع في كمينه وأن لا نساق إلى هذا الفخ المنصوب، فخ العلاقات العامة واحتمال ردود أفعال عنيفة من بعض المسلمين وهو ما آمل أن لا يحصل. ونحن وجهنا المراكز الإسلامية في أمريكا والشخصيات والقيادات الإسلامية لأن تستغل فرصة الذكرى السنوية للحادي عشر من سبتمبر للتأكيد على حقيقة الإسلام، بل أعتقد أن هذه فرصة ذهبية تتيح لنا أن نغير هذا التحدي ونجعل منه حرصاً لصالح الإسلام وصالح التسامح وحقيقة القيم الإسلامية واليوم تسلط الأضواء على الإسلام والمسلمين ويجب أن يشع نور الإسلام والمسلمين من جديد. وحول القلة العددية لاتباع القسيس جيري جونز الذي يهدد بحرق القرآن الكريم بحيث أن عدد هؤلاء الأتباع لا يتجاوز ثلاثمائة شخص، قال الدكتور نهاد عوض: «هذا كلام صحيح، وقد التقى معه مندوب مكتبنا في فلوريدا عندما أشار في بداية الأمر بأن الإسلام هو الشر، وعند الحديث معه كان شعورنا أننا كنا نتحدث مع حائط". واضاف "القسيس جيري جونز رجل يمتاز بالعناد ولا يتكلم عن معرفة ولا يدع للمنطق والمعلومات والحقائق أي مكان هو يجهل ما هو مقدم عليه ولو أنه قرأ القرآن وعرف ما في القرآن لما أقدم على هذه الخطوة التي قبل أن تغضب الناس هي تغضب رب الناس. وإن كان هو يؤمن بالله فعليه أن يعطي نفسه الفرصة، لأن الجهل هنا ليس عذراً له». وعن دور الحكومة الأمريكية لوقف هذا الاستفزاز الأحمق والآثم لمشاعر ما يقارب بليوني مسلم من قبل القسيس جيري جونز، قال الدكتور نهاد عوض في حديثه مع «الرياض»: هناك تواصل مع مجموعة من المسؤولين الأمريكيين لتنبيههم فداحة هذا الحدث من جانب، والجانب الآخر أننا نعد لإرسال خطاب إلى الشخصيات الأمريكية. وقد استمعنا إلى قائد قوات حلف الناتو في أفغانستان ديفيد بترييس الذي قال بأن هذا العمل من القسيس جونز يضر بالتواجد الأمريكي في أفغانستان. لذا فإن كان القسيس جونز يحرص بالفعل على أمريكا ويحب الولاياتالمتحدة، فيجب عليه أن يستمع إلى الشخصيات التي تتمتع بالمصداقية في الولاياتالمتحدة أمثال ديفيد بترييس. وقد تعاملنا مع مجموعة محامين لتدارس إمكانية وقف ما يهدد به القسيس جونز وكانت النتائج أنه لا يمكن منعه لأن الدستور الأمريكي يكفل حرية التعبير إلى درجة أنه يكفل لمثل القسيس جونز أن يقوم بمثل هذه الحماقة المهولة في حجمها. ونحن لم نغلق الملف بل سنواصل التصدي له لما في فعلته من تحريض على العنف وأنا سوف أزور نيويورك يوم الخميس ولدينا اجتماعات هناك مع شخصيات في المدينة. ونحن نتعاطى مع هذا الحدث منذ عدة أسابيع لتجهيز المسلمين وغير المسلمين لعزل هذا القسيس الأحمق بتصرفاته الغبية والذي يسيء لدينه المسيحي وليس للمسيحيين ويسيء لبلده وأمته. وأضاف دكتور عوض "لا أعتقد أنه صادق فيما يقول وهو رجل يريد أن يستغل عاطفة الأمريكيين في الذكرى السنوية المؤلمة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر".