ظلت مباريات الرائد والتعاون من أهم المباريات في أجندة المسابقات السعودية، فاللقاءات التي تجمع الفريقين كانت مليئة بالإثارة على الصعيدين الفني والجماهيري، غير أن المتعة الميدانية في "دربي القصيم" لم تكن حاضرة في العديد من المباريات التي جمعت الفريقين في المواسم العشر الأخيرة، وبدا واضحاً تأثر لاعبي الفريقين بالتوتر والشحن الإداري والجماهيري، ما ساهم بتراجع مستويات الفريقين في "الدربي". في السابق كان المتابع موعوداً بملاحم كروية، ونتائج قوية ووفرة في الأهداف، وتنافس خاص بين الجارين، عبر المدرجات وفي داخل المستطيل الأخضر، وهذه السمة الرائعة جعلت من مباريات "الدربي" محط أنظار المتابعين، ودفعت مسيري الإعلام الرياضي لتوجيه أضوائهم نحو تلك المباريات. مباريات الرائد والتعاون، عادة ما تحظى بإثارة خالية من الخروج عن النص، فلا أحد يذكر أن شهد أي من لقاءات الفريقين مشاكل أو اعتراضات طيلة 49 عاماً مضت وهي الأعوام التي كانت شاهدة على تاريخ مبارياتهما، إذ كانت المباريات التي تقابل فيها "زعيم القصيم وبرازيل القصيم" مسرحاً للمتعة الكروية، والتاريخ يحفظ شواهد كثيرة على ما يتباهى به أبناء بريدة في تاريخ مباريات قطبيهم التنافسية، منذ أن كان الرائد يحمل مسمى الأهلي، والتعاون يسمى الشباب. ومن يعود بالذاكرة لمباريات الرائد والتعاون سيجد أن العديد من المباريات حظيت بإثارة ومتعة وأهداف وافرة جعلت من أحداثها تاريخاً لا ينسى، ومن أبرزها مباراة الفريقين في دوري القصيم موسم 1385ه حينما كان يسمى الرائد بالأهلي والتعاون بالشباب، وهي المباراة التي انتهت بفوز الأهلي (الرائد) 5-1، وهي المباراة الموثقة عبر صفحات "دنيا الرياضة". وإذا كان الحديث عن التاريخ فإن الفريقين لعبا مباريات عدة شهدت تسجيل أعداد كبيرة من الأهداف، فضلاً عن مباريات لها مواقف تاريخية مثل "مباراة المطر" في عام 1406ه والتي صعد فيها الرائد للممتاز على أكتاف شقيقه التعاون بهدفي صالح المبارك – رحمه الله – وعبد الرحمن الراجح، وهو الصعود الأول لناد قصيمي إلى الدوري الممتاز، وحينها كان التعاون الأقرب للصعود لكونه لعب بفرصتين تضمنان له الصعود. كما أن مباراة الفريقين في الدوري الممتاز عام 1416ه من أكثر المباريات التي شهدت تسجيلاً للأهداف، إذ كسب التعاون المباراة بخمسة أهداف لهدف، وودع الفريقان الدوري بعد تلك المباراة. فيما تعتبر مباراة الرائد والتعاون في كأس الاتحاد موسم 1422 أكثر مباريات الفريقين التي شهدت تسجيلاً للأهداف، وحينها تفوق الرائد بخمسة أهداف لأربعة، كما فاز الرائد في دوري الدرجة الأولى موسم 1426ه بأربعة أهداف لثلاثة، فيما تغلب التعاون على الرائد في كأس الأمير فيصل في الموسم الماضي بأربعة أهداف لهدف واحد. جميع هذه الشواهد تؤكد على أن مباريات الفريقين تحمل أهمية كبيرة لهما، والمهم أن يلعب الرائد والتعاون مباراة تعكس التطور والاحترافية العالية التي وصل إليها قطبا بريدة، وتعيد ذكريات أنصار الفريقين بتقديم وجبة كروية تروي عطش المتابعين كافة بعد توقف الدوري.