مهم جداً تجديد إعلان لجنة الانضباط عن نيتها فرض عقوبات صارمة بحق الخارجين عن النص من رؤساء وأعضاء شرف وإداريين ومدربين وحتى من اللاعبين، فهي جددت الإعلان عن اتخاذ الخطوات التأديبية بحق المسيئين بعد أن وصل الوضع في الملاعب إلى مرحلة لا يمكن أن تطول إن أراد مسيرو الكرة في المملكة تطورها. لكن هذا الإعلان جاء متأخراً، وكان حرياً باللجنة أن يكون تجديد التنبيه على مسؤولي الفرق قبل بداية الدوري بعد أن وزعت اللوائح على الأندية، وليس بعد مرور 4 جولات من دوري "زين"، وهي التي حملت المزيد من التصاريح الخارجة عن النص، والإساءات التي أقدم عليها وأطلقها عدد من مسؤولي الأندية، وهي التي أظهرتها كاميرات النقل التلفزيوني غير مرة، كردة فعل طبيعية لتدهور مستوى غالبية الحكام السعوديين، بدليل إيقاف 3 حكام خلال أسبوع واحد، وقد يزيدون. من الواضح أن لجنة الانضباط أحست بضعف موقفها وصعوبة اتخاذ القرارات في وقت واحد تجاه ناد معين، وهي التي لا تريد أن تسكب الزيت على النار، غير أن تلك اللوائح التي ستستند عليها بحاجة للتطبيق المباشر، دون التحايل عليها أو تجاهلها، أو حتى التشاور على ما تنص عليه الأنظمة بشكل واضح وصريح، كما حدث في قرارها الأخير والمتعلق بإيقاف لاعب وسط النصر الأرجنتيني فيكتور فيجيروا، وهو القرار الذي اتخذ ب(تصويت الأغلبية). في المقابل، سيكون واجباً على لجنة الحكام أن تعمل على تجهيز الحكام للمنافسات التي ستشتعل في الأيام المقبلة، فالمظهر الذي كان عليه الحكام السعوديون لم يكن مقبولاً، ويعكس غياب التجهيز البدني والذهني، الذي انعكس على الحكام خلال إدارتهم للمباريات، إذ أن ارتكاب أخطاء قانونية لا تقبل الجدل أو التحاور حولها من قبل بعض الحكام لن يأتي سوى بالمزيد من الشحن والخروج من النص، ولن يقع مسؤولو الفرق تحت طائلة التعدي أو الإساءة حين ينتقدون الأخطاء الصريحة، وهم الذي بذلوا المبالغ الكبيرة لتجهيز فرقهم للمنافسات. ثمة حلقة مفقودة للربط بين المسؤولين في الأندية ونظرائهم في اللجان كافة قبل الوصول إلى أجواء تنافسية بعيدة عن الشحن والإساءات، تتمثل بتطبيق اللجان لأنظمتها ولوائحها المعتمدة نصاً دون محاباة أو مراعاة لأحد، مقابل تهدئة من رؤساء الأندية ومسؤوليها، وهذا لن يحدث في ظل الأوضاع التحكيمية الصعبة التي تعيشها الكرة السعودية على الأقل خلال هذا الموسم.