صرح الشيخ (غازي الشمري) لصحيفة الحياة، عن الأنشطة الدعوية للدعاة وما يتلقونه من أموال لقاء ذلك!.. وأكد ما تناقله الناس من ثراء الدعاة المفاجئ وتغير أحوالهم!! وقال ما نصه"الحمد لله ربنا فتح علينا، وأصبح كثير من الدعاة قبل سنوات لا يملك إلا آلافاً قليلة، والآن يملك الملايين!!! نقول الحق، وأعرف أحد المشايخ، الله يزيده، كانت سيارته قبل سبع سنوات «كابرس 79» والآن «جيب لكزس 2010» هذا فضل من الله". وكانت صحيفة الرياض قد نشرت خبرا يفيد ارتفاع أسعار الدعاة - مع تحفظي على هكذا تعبير- ومغالاة الدعاة فيما يطلبونه من أموال نظير ما يلقونه من محاضرات!!. بل إن إحدى الجهات المنظمة لهذه المهرجانات لم تستطع أن تستضيف أحد المفكرين الإسلاميين المعروفين والذي طلب لقاء ساعتين من الحديث مبلغ 60 ألف ريال!وكانت مجلة"فوربس العربية" أوردت تقريرا عن أموال الدعاة وما يتقاضونه دون الخوض في أسماء معينة، نجد أن أعلاهم يتقاضى خلال السنة الواحدة ما يقارب العشرة ملايين ريال سعودي!! اللهم لا حسد أولًا!. فيبدو أن المردود المالي للدعاة في سنوات قليلة وبحسبة بسيطة يعادل ما يقضيه أحدنا في وظيفته طوال عمره!!. قد يقول شخص وماذا في ذلك؟ على الأقل هم يستحقون الأموال هذه أليست مثيلاتها تذهب للمطربين والمغنين؟! ولكني أعتقد أن الاستشهاد أو المقارنة مغلوطة هنا!! وهل نسوغ ما يأخذه الدعاة من أموال لمجرد أن المغنين يأخذون مثلها! وهل نقارن الدعوة الى الله وما يتعلق بها من قداسة وخصوصية بغيرها من المهن كالغناء مثلا الذي يتقاضى أصحابه عليه أجرا؟!. ولكن الحديث يجرنا هنا إلى مسألة امتهان الدعوة الى الله! وأخذها مهنة!! لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تكسب من خلال الدعوة الى الله وتبليغ رسالته!!حاشاه عليه السلام وقد مات ودرعه مرهونة عند يهودي! ولم يؤثر عن أصحابه ولا عن التابعين!!.كان الرسول يرسل أصحابه للدعوة في أماكن بعيدة ولم يعطهم أجرا على ذلك!ولم تكن مهنة أحدهم الدعوة فقط بل له حرفته التي يقتات منها! وفي عهدنا القريب نجد نموذجين رائعين للزهد والورع ولمسلك الصحابة في شيخينا ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله. ثم ما هو مصطلح الداعية هذا! أليس بمصطلح مستحدث وطارئ! لم نسمع أو نقرأ في الكتب القديمة الداعية فلان!!. ثم أليس التحذير دوما من فتنة المال! لاأريد أن أتهم أحدا في نواياه ولكن أي منا يمتلك ضمانة فيما لو تبنى الدعوة الى الله أن لا تختلط عليه الأمور وتؤثر فيه تلك الأموال وتخالط نيته الأساسية في الدعوة الى الله!! يقول لي أحدهم وبمرارة: لسنوات وهؤلاء الدعاة هم أنفسهم يدعوننا إلى الزهد والابتعاد عن ملذات الدنيا والورع وابتغاء ما هو عند الله، وعدم التوسع حتى في الاستمتاع بالمباح خشية التفريط! كيف انقلبت الأمور الآن! وأصبحوا يملكون أفخم السيارات وأفخم اللباس! ويسافرون الى مختلف دول العالم!! كيف! وقد كانوا يحذروننا من السفر وفتنته!! اذا كانوا يسافرون للدعوة ألست أنا كمسلم عادي أستطيع الدعوة بتلقائية وبحسن تعاملي مع الآخرين!! أم أن الدعوة الى الله غدت مخصوصة بأشخاص معينين ووسيلة وتشريع لكل ما حصل من تغير وتبدل؟ لازلنا نجهل سببه الى الآن؟! كيف أين الزهد والتحذير من زينة الدنيا ووو.....ثم كيف لي أن أفهم خروج الدعاة في قنوات فضائية كانوا ينهون الناس عن مشاهدتها؟ ويأخذون منها أموالا طائلة! أليست أموالها حراما؟! صدقاً لا أملك أية إجابة!! غير أن أقول: لاحول ولا قوة الا بالله واللهم لا تفتنا في ديننا بدنيانا، وطهّر نوايانا واجعلها خالصة لوجهك الكريم!!