خذ الكلام وخذ سمين الوصيه واعبد رفيع العرش واخلص بنيه حتى الى زاورك يوم المنيه ولا الندامه ما تجي لك بروعات والظلم حذرا لا تجي في حدوده والمنستر لياك تبحث سدوده واعرف ترى الظالم عديم ٍ سعوده زود ٍ على ذمه يجازى بلعنات خلك بصيرٍ يا سنادي وعراف وافهم وصايا من تعناك بالقاف سير حياتك بالمعزه والانصاف والناس لا تمشي لهم بالمعادات ترى رديين البخت ما يفوزون لا بالحياة ولا بعد ما يموتون ما دامهم في فعلهم ما يراعون خوف الفضايح والشنا والعقوبات أنضر تواليها على العاقبة موت والعيب في كل التواريخ ممقوت والمسلك الخاطي به الرجل مشموت أحذر نهارٍ يدفعك بالندامات والحق لا يجمد بشافيك قوله ترى الشجاعه للرجاجيل طوله والرجل يعرف في محاسن فعوله والطيب يصعد به رفيع المقامات واعرف ترى سيرة كثير الخلايق سارت بهم من عند عوج الطرايق تمشي رغايبهم ولا فيه عايق مع الطريق ابا الخطا والخطيات والشر ياصل والسواعي تشيله وابليس يجري قدمهم كالدليله والعلم الابلج ميتٍ فيه حيله يجر عمره من طريق الملفات والكلمه اللي يسمعه عنك غيرك يمشي بها اللي مكنه منك خيرك والغايه اللي قلتها عن مسيرك لازم تراها عند الآخر امودات ولا حملها للملا حامل الشوم تلقاه يبني بالحجر سبعة رجوم كنه بحالات الاجاويد ملزوم يكشف حوالٍ بالستاير امغطات يسعى بها كنه ربح ملك فاروق والمايله يرفع ذنبها الى فوق يشفق على تبيانها بوسط السوق والمستمع مابين حاسد وشمات الشاعر: هو محمد العلي الميمان من أهل القرن الرابع عشر الهجري من أهل القصيم سكن مكةالمكرمة وتوفي فيها رحمه الله. مناسبة القصيدة: قالها الشاعر موصيا ابنه وقد وضح ذلك الربيعي(رحمه الله) في تقديم القصيدة بقوله"مما قال محمد العلي الميمان يوصي ابنه حسن" والوصايا غرض من أغراض الشعر بدأ يقل الاهتمام به من قبل الشعراء في هذا العصر وان كان هناك من يتناوله فهو تناول تقليدي وتكرار ممجوج لبعض القصائد القديمة،وشدني في هذا النص،صدق التناول وقوة العاطفة المشوبة بالحرص على إيصال الفكرة بكل وضوح ودقة للمتلقي. دراسة النص: ورد النص في إحدى مخطوطات الربيعي ولم أجده عند غيره بحسب ما أطلعت عليه،وقد وثق الربيعي(رحمه الله)تاريخ تحرير النص في 28/شعبان/1364ه فكان دالاً على تاريخ المخطوط ككل،والقصيدة من المطولات وهي على فن المروبع و تبلغ مائة وأحد عشر بيتاً ومطلع القصيدة: عيني حربها عن كرا النوم فزات والقلب مني ما تهنى براحات وما يميز القصيدة عن غيرها أن الشاعر قد حشد فيها كماً هائلاً من الوصايا التي تدخل في غرض النصح والتوجيه،وتمثل خلاصة تجربة الشاعر في الحياة،وقد حرص على تقديمها لابنه حاضاً له على عبادة الله،وإخلاص النية وان يجعل مخافة الله عز وجل نصب عينيه،محذراً إياه من الظلم أو كشف ما ستر الله، فالظالم ليس له توفيق من الله وهو مذموم من الناس مؤكداً على ابنه ان يعيش عزيزاً منصفاً في جميع أموره وان يحرص على عدم خلق عداوات مع الناس،وان من أسباب عدم الفوز بالدنيا والآخرة أن لا يردع الإنسان رادع حياء من الناس أو خوف من عقوبة الرب،فطالما الموت هو نهاية الإنسان فعليه أن يتجنب ما يعيبه وان لا يسلك في مسالك الخطأ التي تودي به إلى الندم،كما عليه أن لا يسكت عن قول الحق فذلك من الشجاعة والرجال تعرف بالأفعال الحسنة التي ترفع مكانتها بين الناس،وعليه أن يدرك بأن مسلك الخطأ والخطيئة سهل وأن الشر هناك من يسعى به ويتكفل بإيصاله ودليل الناس في ذلك إبليس الذي هو عاجز عن فعل الخير،ويؤكد شاعرنا على حفظ اللسان والحذر من الزلل فالكلمة إذا خرجت من الشخص فسينقلها من أحسن إليه وقربه وعرف أسراره ،بل أنه يزيد عليها ويقوله مالا قال ليفضحه عند الناس،وكأنه بعمله هذا قد حاز ملك فاروق حاكم مصر في عصره. ومن أجمل ما قيل في هذا السياق وصية علي بن أبي طالب رضي الله لابنه الحسين رض الله عنه والتي منها"يا بني أوصيك بتقوى الله عز وجل في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب،والقصد في الغنى والفقر،والعدل في الرفيق والعدو،والعمل في النشاط والكسل،ما شر بعده الجنة بشر،ولا خير بعده النار بخير،وكل نعيم دونه الجنة محقور،وكل بلاء دونه النار عافيه.."