قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة َوَلِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) إن المرأة الحامل تستطيع الصيام في شهر رمضان لان الصيام مفيد للجسم بشكل عام، إضافة إلى أنه ينظم عمليات حرق الدهون والسعرات الحرارية. لكن عليها ان تهتم بوجبة السحور وتؤخرها قدر الإمكان إمتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور. وقد أثبتت الدراسات الحديثة ان تدفق الدم للجنين لا يتأثر بالصيام أثناء نهار رمضان فيمكن للحامل ان تمارس حياتها الطبيعية على شرط ألا تجهد نفسها، وعند الإفطار يجب عليها عدم تناول الطعام مرة واحدة، بل من الأفضل أن تقسم وجبة الافطار الى عدة وجبات صغيرة ومتفرقة، كما وعليها تجنب الاطعمة التي تحتوي على البهارات والتوابل الحارة. أعراض إرهاق الصيام التي تتمثل في انخفاض الضغط، والشعور ببرودة الأطراف، والغثيان وعدم القدرة على القيام بأي مجهود، ولهذا إذا شعرت الحامل بهذه الأعراض فعليها بالافطار وعدم إكمال صيامها. وفي حالة استمرار صيام الحامل طوال شهر رمضان، فهناك ارشادات أساسية يجب اتباعها: 1- السوائل مهمة جدا للحامل، ويجب تناول كميات كبيرة حوالي 2 لتر يوميا منها خلال فترة ما بين الافطار والسحور خاصة الماء والعصائر والحليب والتقليل من تناول المياه الغازية والشاي والقهوة، لأن كثرة السوائل خاصة السكرية منها تعوض الجسم ما فقده خلال فترة الصيام، كما تساعد السوائل الكثيرة على تنظيم الأمعاء وتمنع الإمساك، وتقلل من فرصة الاصابة بالتهابات المسالك البولية. 2- أن يتم الافطار بشكل تدريجي فيمكن البدء بالتمر واللبن فهو غذاء قيمته الغذائية عالية وسهل الهضم وسريع الامتصاص، وعدم تناول وجبة إفطار كبيرة مرة واحدة لتجنب الشعور بالامتلاء وعسر الهضم، فيمكن تناول من (4 إلى 5) وجبات غذائية خفيفة متقاربة بدلا من وجبتي الافطار والسحور، مع تجنب الدهنيات والمواد الدسمة. 3- تجنب أو الاقلال من تناول حلويات رمضان الدسمة، أو البدء بها في الافطار مثل الكنافة والبسبوسة بالقشطة وغيرها. 4- الابتعاد عن المخللات والبهارات والفلفل التي تزيد من إفراز العصارة الحمضية بالمعدة. وينصح بأن يتوفر في غذاء الحامل التوازن بين جميع المغذيات من بروتينات، فيتامينات، أملاح معدنية، نشويات وسكريات خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، مع الاهتمام بتناول حمض فوليك. أما في الأشهر الثلاثة التالية فان الاحتياجات الغذائية تزيد خاصة الكالسيوم وهو موجود في الالبان ومنتجاتها من الجبن والزبادي أو في مهلبية الأرز بالحليب. أو في أقراص الكالسيوم، ونلفت الانتباه إلى أهمية الحديد وضرورة تناول الحامل الأطعمة الغنية به سواء كانت حيوانية، كالكبدة واللحوم والبيض، أو نباتية مثل الخضراوات ذات اللون الاخضر مثل الجرجير، البقدونس، الخس إن الاطعمة الحيوانية والنباتية يكمل بعضها البعض، إلا ان الحيوانية أفضل منها لأن كمية امتصاص الحديد منها أعلى، وتنصح الحامل أيضا بتناول الحبوب والعيش الأسمر لاحتوائهما على نسبة متوسطة من الحديد، كما يجب تناول النشويات والسكريات لزيادة السعرات الحرارية، أما في الشهور الأخيرة من الحمل فيجب التركيز على الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية والألبان ومنتجاتها والعصائر. وعلى الأمهات الحوامل عند صيامهن ضرورة الحصول على قسط مناسب من الراحة والنوم والبعد عن مسببات القلق والتوتر. وعلى المرأة الحامل (خصوصا الحمل الخطر) اتباع ارشادات الطبيب والافطار إذا دعت حالتها الصحية فالاسلام دين يسر وصيام مقبول بإذن الله بدون متاعب صحية. * أخصائية نساء وولادة