تعد المساحة المخصصة للعيادات وقسم الطوارئ والمختبر في مستشفى الأمير سلمان بن محمد في "الدلم" غير كافية لاستقبال الأعداد الكبيرة من الحالات التي تصل إليه، وبالتالي فإن الحاجة تتطلب بناء عيادات أخرى في المساحة الملحقة من المبنى، مع زيادة عدد أسرة التنويم في قسم الطوارئ باعتباره خط الدفاع الأول عن مستشفى الملك خالد بمدينة "السيح"، جراء الحوادث التي تقع على طريق الجنوب العام المار ب"الدلم"، والتي ذهب ضحيتها أرواح بريئة، كون هذا الطريق يشهد حركة مرورية على مدار الساعة، ويعبره المسافرون من العاصمة الرياض ومن المنطقة الشرقية وأيضاً من دول الخليج العربي، فإمكانات المستشفى وتجهيزاته محدودة جداً وخصوصاً تجاه الحوادث التي معظم إصاباتها بليغة وخطيرة وأحياناً مميتة، بل يقف الأطباء والممرضون عاجزون أحياناً عن التعامل مع مثل هذه الحالات، لا لعدم قدرتهم، ولكن لعدم توفر العدد الكافي منهم والأجهزة الطبية المطلوبة. ويفتقد المستشفى بوضعه القائم أشياء كثيرة منها عدم توفر أطباء استشاريين وعدم وجود طبيب أخصائي للأشعة الصوتية، كما يلاحظ عدم تأمين البديل أثناء تمتع بعض الأطباء بإجازاتهم السنوية، وهذا ما يوقع المريض في حرج شديد، ليبحث عن العلاج في المستوصفات الخاصة. أما المركز الصحي في "الصحنة"، فهو أحد أكبر المراكز الصحية التابعة لمحافظة الخرج، وتكمن أهميته في وقوعه على طريق الجنوب العام، والذي يشهد كثافة مرورية تتطلب توفر خدمات إسعافية جيدة، إضافةً إلى العدد الكبير من المواطنين الذين يراجعون هذا المركز، والذين بدى على وجوههم الحزن والكآبة إلى ما آل إليه، وخصوصاً المبنى الذي أكل عليه الدهر وشرب، مؤكدين أنهم تلقوا الوعود الكثيرة لإزالة المركز وإنشاء مقر جديد أسوة بالمراكز الصحية الأخرى، إلا أنه لم يحدث شيئاً. شهود عيان من المواطنين أكدوا أن السيول الماضية التي داهمت الدلم كشفت المستور، عندما دخلت إلى الساحات الخارجية المحيطة بالمركز وتوقف العمل يومين، بعد أن حاصرت السيول سكن التمريض وكادت أن تلحق أضراراً بمولدات الكهرباء، واختلط خزان الديزل بمياه الأمطار، حينها توقع المواطنون أن يتحرك المسئولون إزاء هذه الأضرار ولكن كأن شيئاً لم يكن. وأشار آخرون إلى جملة من الأخطاء داخل أروقة المركز ومنها التمديدات الكهربائية العشوائية ودورات المياه السيئة وسوء الصرف الصحي الذي ينبعث منه الروائح الكريهة، مشددين على ضرورة التخلص من هذا المبنى عاجلاً وعدم الانتظار طويلاً، حتى لو أدى ذلك إلى البحث عن مبنى آخر بالإيجار، وتساءل البعض: ما مصير مركز صحي "حي السعيدان" الذي تم استئجاره أكثر من سنة ولم يتم افتتاحه بعد رغم حاجة الأهالي له؟.