كنتُ قد كتبت عن خريجي كليات التقنية، وأننا لا نلمس لهم وجوداً في سوق العمل، ولم أكتب عن السبب لأنني لا أعرفه، مما جعلني أشكك في وجودهم، والآن عرفت واحداً من الأسباب فقد رفضت وزارة الخدمة المدنية استقبال نحو 400 خريج من قسم التقنية الحيوية في كلية العلوم في جامعة الطائف والذي يعد الأول على مستوى جامعات المملكة بسبب عدم وجود تصنيف وظيفي لهم، رغم أن عميد كلية العلوم في جامعة الطائف الدكتور صالح بازيد أرسل للوزارة ستة خطابات منها الأمر السامي باعتماد القسم، ولعل أحداً في الوزارة لا يعرف ما التقنية الحيوية وربما لم يسمع عنها، وهي لعلم الوزارة مجمل العمليات التي تتناول استخدام كائنات حية أو مكوناتها بغرض إنتاج أو تحوير أو تطوير منتجات ذات قيمة للإنسان ويتحقق ذلك عن طريق دمج عدد من المجالات العلمية مثل علم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية والهندسة الكيماوية.. وتعتبر الهندسة الوراثية أحد أهم فروع التقنية الحيوية، ولهذا فهي تستخدم في مجالات كثيرة في الطب والزراعة، كما أنها تسهم في تقديم الحلول العملية لكثير من المشاكل البيئية مثل تدوير المخالفات ومعالجة مياه الصرف الصحي، وباختصار فإنها علم المستقبل، ولهذا أقترح إنشاء أقسام لها في وزارة الصحة والزراعة، وابتعاث المتفوقين للخارج للحصول على شهادات عليا.