سررتُ لحصول الأستاذ الدكتور عبدالعظيم فاروق جاد (ألماني الجنسية) والأستاذ بكلية العلوم جامعة الطائف على جائزة التميّز والإبداع في مجال النانو في ملتقى سوق عكاظ، وهو أستاذ الهندسة الوراثية ببرلين، وأستاذ للتقنية الحيوية بجامعة الطائف حاليًّا، وجامعة ماليزيا العالمية سابقًا. حصل على جوائز منها: كأس أمريكا للابتكار، كأس العالم للابتكار، ذهبيتان بأمريكا، وذهبية بالكويت، وبرونزية بسويسرا، وذلك لإنجازاته العلمية العديدة، ومنها استخدام الأنزيمات البكتيرية في تدوير النفايات الزراعية، واستخدام نخالات الحبوب كوسط غذائي رخيص وآمن لإنتاج الأنزيمات صناعيًّا من بكتريا مقاومة لدرجة حرارة تصل (65) درجة مئوية.. وفي هذا السياق فإنه لا بد من الإشارة إلى الحدث الذي لم يرصده البعض، والذي أعلن عنه يوم الجمعة الموافق السابع عشر من شهر شوال يونيه 2011م، حيث وقف العالم مذهولاً لما حققته جامعة الطائف في نزع وحصد كأس المخترعين، وأحسن ابتكار من أوروبا، وأربع ميداليات ذهبية في أكبر منافسة ابتكارية في أمريكا الشمالية، وضمت المنافسة أكثر من 19 دولة، وكان لجامعة الطائف الحظ الأوفر، حيث مثلت المملكة في مجال العلوم، الأحياء ومنتجاتها، الكيمياء والزراعة، هذا عدا حصول جامعة الطائف على الميداليات الذهبية في المعرض الدولي الثالث للاختراعات في الشرق الأوسط. الحدث العلمي الآخر هو تكريم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لشركة سيدكو القابضة، ممثلة في أسرة الشيخ سالم بن محفوظ، وتسليم الدروع التذكارية لرئيس مجلس إدارة الشركة، ونائبه بمناسبة الموافقة على تمويل إحدى الدراسات البحثية عن البرك المالحة العميقة في البحر الأحمر، ووجود كائنات بحرية تعيش في الأعماق في منطقة ينعدم فيها الأكسجين، وتتميّز بارتفاع درجة ملوحة الماء، ودرجة حرارة عالية، حيث يمكن استغلال التقنية البيولوجية لدراسة هذه الكائنات المبتكرة، والاستفادة منها فيما بعد في علاج بعض الأمراض المستعصية، وقد أبدت شركة سيدكو رغبتها -في حالة نجاح هذه الدراسة- بجعل العائد التجاري لها وقفًا على الجامعة؛ لمساندة ودعم الأبحاث الأخرى، وفي هذا خدمة للإنسانية جمعاء، وهو ينسجم مع رسالة جامعة الملك عبدالله البحثية. ويتوقع بروفيسور يولي ستيلقل خبير في علوم البحار بأن هذه الدراسة ستوفر للباحثين الكثير في مجال الكائنات، ومكتبتها الجينية، وستساعد منسوبي جامعة الملك عبدالله، والجامعات الأخرى للإفادة من الإمكانيات الفريدة للكائنات من البحر الأحمر، لا سيما أن التقنية البيولوجية ليست ممثلة تمثيلاً كافيًا في الشرق الأوسط. وبالتالي فإن العشرة ملايين ريال التي قدمتها شركة سيدكو القابضة لدعم هذا البحث وغيره سوف لا يقتصر نفعها على هذا الوطن فحسب، وإنما يمتد ليشمل الإنسانية جمعاء. إنها أعمال متميّزة، وأصحابها جديرون بالتكريم والتقدير.