طمأنت مصادر نفطية خليجية أسواق البترول العالمية على سلامة الملاحة في مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب والمحيط الهندي، عقب حادث الانفجار التي تعرضت له ناقلة النفط اليابانية أثناء عبورها المضيق نهاية الأسبوع المنصرم، ما أحدث وجل لدى المستهلكين من احتمال تعرقل انسياب النفط من خلال الممر الاستراتيجي الذي يمرر حوالي 44% من الاحتياجات العالمية من مصادر الطاقة وبروز شح في إمدادات الخام قد يعتري الأسواق. وأشارت المصادر إلى أن المضيق يخضع لدوريات أمنية دولية وإقليمية تحرص على إبقائه آمنا، وليس هناك أي تهديد يوجب قلق الأسواق العالمية من تعثر تدفق الإمدادات النفطية التي تمر من خلاله وتصل إلى 17 مليون برميل يوميا، أو أي هواجس تحيق بمستقبل حركة الملاحة التجارية عبر المضيق الذي يعبره ما بين 25 -30 ناقلة نفط يوميا تنقل النفط الخام والمنتجات البترولية من الدول الخليجية إلى أسواق الاستهلاك في شتى أنحاء العالم، ومع أن المصادر لم تعط أي تفسيرات للانفجار الذي تعرضت له الناقلة اليابانية، إلا أنها رجحت أن الناقلة ربما تعرضت لأحد الألغام البحرية القديمة التي بثت في مياه الخليج في الفترة ما بين 1984م إلى 1987م إبان حرب الناقلات بين إيران والعراق. وعلى الرغم من أن أسباب انفجار الناقلة اليابانية لا تزال غامضة، إلا أن الأسواق البترولية العالمية راقبت الحادث باهتمام بالغ، لا سيما أن الحادث وقع قرب أكبر منطقة مصدرة للطاقة وفي ممر يشكل شريان الحياة بالنسبة للأسواق العالمية، كما أنه يتزامن مع ارتفاع وتيرة التوتر بين إيران والدول الغربية على خلفية البرنامج النووي الإيراني وما واكب ذلك من ازدياد في حدة الخلاف والتهديدات التي طفقت تحيط بالمنطقة، الأمر الذي أدى إلى تنامي أسعار النفط في بداية انتشار الخبر، حيث اقتربت من مستوى 80 دولار للبرميل، غير أن تهوين الحادث وعدم ربطه بأي أعمال إرهابية أو تبعات سياسية أعاد الهدوء إلى الأسواق البترولية وسادت حالة من الاطمئنان على مستقبل إمدادات الخام من منطقة الخليج العربي. حادث الناقلة اليابانية أقلق الجهات البيئية التي طالبت بضرورة اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات الأمنية للحيلولة دون وقوع أي حادث يفضي إلى تلوث مياه الخليج العربي معيدة إلى الأذهان قضية تلوث خليج المكسيك الذي كلف الشركة المستثمرة مليارات الدولارات، وهو ما رفع من كلفة التامين على ناقلات النفط التي تجوب البحار والمحيطات وخاصة تلك التي تعبر مناطق ساخنة سياسيا أو تبحر من خلال مياه تحيط بها بعض الأخطار التي تهدد الملاحة فيها. ودعت منظمات بيئية إلى أهمية تكاتف وتضافر الجهود الدولية لحماية ناقلات النفط لكون حوادثها مصدر خطير للتلوث ومبعث قلق للبيئيين، حيث تعتبر كلفة معالجة التلوث النفطي عالية جدا إذ تصل إلى 294 ألف دولار للطن الواحد، ويعتمد ذلك على ظروف وموقع التلوث النفطي وتأثيراته البيئية. وفي شأن ذي صلة استقرت أسعار النفط في مستهل تعاملاتها الصباحية أمس في مستوى 78 دولارا للبرميل بعد صدور بيانات عن إدارة الطاقة الأمريكية تفيد بارتفاع المخزونات خلال الأسبوع الماضي، وارتفع سعر خام الأوبك إلى 74.19 دولارا للبرميل متجاوبا مع صعود الطلب على خامات الأوبك وبوادر انتعاش الاقتصاد العالمي.