قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في ليلة افتتاح عروض الفيلم الوثائقي "الجزيرة العربية" في العاصمة البريطانية لندن إن الهدف من إنتاج الفيلم هو تعريف البريطانيين بالتاريخ والطبيعة والحضارة والتقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية، إذ "على الرغم من تلك العلاقة الطويلة التي امتدت 200 عام إلا أنه لا يزال هناك مواطنون بريطانيون لا يعرفون منطقتنا معرفة كافية. فتأتي أهمية الفيلم بفتح نوافذ لهؤلاء للتعرف على المملكة العربية السعودية.. تاريخها في الماضي ووضعها في الحاضر". ووصف سموه العاصمة البريطانية بأنها "ثامن عاصمة عربية" لكثرة سكانها العرب ولذلك كانت الخيار الأمثل لانطلاقة الفيلم الذي سيزور لاحقاً أكثر من 400 دار عرض حول العالم. وكان سموه قد دشن عروض الفيلم مساء الاثنين الماضي بحضور ولي عهد بريطانيا أمير ولز شارلز وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة إضافة للنجمة البريطانية هيلين ميرن التي شاركت في الفيلم بصوتها إلى جانب نجمي العمل الشاب السعودي حمزة جمجوم والكاتبة السعودية نعمة النواب. ويستعرض الفليم مناظر ومشاهد وأصواتا من المملكة وذكر مخرجه جريج مكجيلفري انه يهدف الى مد جسر من التفاهم بين العالم العربي وبقية العالم بتسليط الضوء على الاهتمامات وعناصر الثقافة المشتركة. ويتناول الفيلم الفترات المختلفة للصعود الاقتصادي للمملكة وينتهي باشارة إلى أن السعودية ستكون بصدد "عصر ذهبي" جديد. الأمير تركي الفيصل كما يستعرض "الجزيرة العربية" تاريخ وثقافة العرب وتأثير المنطقة على الشؤون العالمية الآن وخلال الالفي عام الماضية. ويصور حرص السعوديين على الموازنة بين الحفاظ على القيم التقليدية والتكيف مع قوى التغيير في عالم حديث سريع الحركة. ويصوّر الفيلم المسجد الحرام وقد بدا الالاف من المصلين وهم ساجدون، إضافة الى تصوير جوّي للمسجد النبوي في المدينةالمنورة، علاوة على نقل سلسلة من الصور عن فريضة الحج التي تجمع سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في بقعة واحدة تقدّم خلالها المملكة كافة التسهيلات والخدمات لضيوف الرحمن. كما استعرض الفيلم الحركة التعليمية والجامعية في المملكة لافتاً بهذا الصدد إلى الأثر الذي ستتركه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المستقبل العلمي لأبناء الوطن. وقالت الممثلة البريطانية دام هيلين ميرن الحائزة على جائزة أوسكار والتي شاركت بصوتها في الفيلم "إنها خطوة مهمة جداً في الاتجاه الصحيح بالمشاركة في المعلومات والفهم ببين ثقافتين هما في الوقت الحالي.. تشعر أحيانا بأنهما على طرفي نقيض". وقال مخرج الفيلم جريج مكجيلفري "هذا الفيلم يهدف إلى انقاذ التفاهم بين الثقافات. نحاول بناء جسر من التفاهم والاحترام بين ثقافات الغرب والعرب والشرق الاوسط. أنا أرى أنه فيلم مهم وربما يكون من اهم افلامي لانني أتمنى ان يخفف التوتر بين ثقافة امريكا الشمالية وثقافة الشرق الاوسط." وشارك بالمشورة في إعداد الفيلم الكاتب البريطاني روبرت ليسي والأمير تركي الفيصل. ويوضح الفيلم اهمية الاسرة والدين في مجتمع اسلامي له اهمية اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة في الشرق الاوسط وخارجه. كما يتناول الحياة المعاصرة في المملكة من خلال عيون سعوديين من الجيل الجديد يبحث كل منهم عن فهم حقيقي لتراثه الثقافي. ومن هؤلاء حمزة جمجوم الذي درس السينما بجامعة ديبول في شيكاجو والكاتبة والمصورة نعمة اسماعيل نواب التي تعرض وجهة نظر امرأة شابة عن المملكة. السعوديان حمزة جمجوم ونعمة نواب الصقر العربي يستقبل النجمة البريطانية هيلين ميرن حمزة جمجوم مع هيلين ميرن