عمر الفاخري: هل يعقل أن تتم دعوة فنان لإقامة معرض في مركز للأحذية والملابس؟ لم تعد إقامة المعارض التشكيلية في منطقة تبوك مطلب الكثير من الفنانين التشكيلين خصوصا في ظل وجود الكثير من المعوقات التي أضعفت مستوى الحركة التشكيلية، مما اضطرهم للاتجاه لإقامة معارضهم الفنية خارج المنطقة.. حول هذا الموضوع الشائك.. والعقبات استطلعنا عددا من التشكيليين: في البداية تحدثنا الفنانة التشكيلية هند العبيدان، التي أقامت أكثر من ثمانية عشر معرضا تشكيليا داخل المملكة وخارجها قائلة: لاشك أن هذا الموضوع شائك لكنه مهم جدا كطرح ثقافي تشكيلي بالمنطقة خاصة وأن تبوك حديثة العهد بالمعارض التشكيلية، وهناك جهات كثيرة شاركت في تأخر الحركة التشكيلية حيث تناسوا أهمية ارتباطه بالجيل الحالي وكيفية محو الأمية الفنية لديهم من خلال أعداد برامج موجهة تعنى بالثقافة التشكيلية، وهذا ما اضطرني كتشكيلية كغيري من تشكيلي تبوك للاتجاه لإقامة المعارض خارج المنطقة، ورغم ذلك ارفض أن يقال عن تبوك إنها تفتقد للثقافة البصرية لأنني أنتمي لها ولا يوجد بها منزل فقير بالتذوق الفني والحسي والإبداع التشكيلي. حياة الطالبي: لا أدري إن كان الزوار أتوا لمعرضي أم لزيارة الحديقة! تضيف وتقول: (إذا ما عقدنا مقارنة بين المشهد التشكيلي داخل تبوك وخارجها نجد أن البيئة الخارجية جاهزة لكل مستلزمات وقوائم الفن التشكيلي لإرضاء الفنان معنويا وماديا وذلك من خلال وجود صالات عرض وتغطية إعلامية وجمهور متذوق بعكس تبوك التي لا يوجد بها حتى الآن (غاليري) كما أن الفنان بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي والإعلامي والاجتماعي من قبل الكثير من الجهات المعنية). يوافقها الرأي الفنان التشكيلي عمر الفاخري الذي يعد لإقامة معرضه الشخصي الأول (من تبوك) في محافظة جدة ويؤكد: (انعدام وجود صالات متخصصة لعرض اللوحات الفنية، وغياب الشركات المنظمة والمتعهدة في هذا المجال هو ما دفعني لإقامة معرضي الأول في جدة). يتساءل ويضيف: (هل يعقل أن تتم دعوة فنان تشكيلي لعرض لوحاته في مركز تجاري خاص بالملابس والأحذية؟ ليس هذا فحسب فحضور الجمهور الفني لمثل تلك الاعمال ينعدم تماما لدرجة جعلت بعض الفنانين يصابون بخيبة أمل وإحباط لعدم وجود زائرين لمعارضهم). راشد الزهراني: هناك حلقة مفقودة بين الفنان والجمهور وتقول الفنانة التشكيلية حياة الطالبي: (أعد لإقامة معرضي الثاني في المملكة الأردنية الهاشمية بعد تجربة مرضية نسبيا لي في معرضي الأول في تبوك الذي أقامته لي جمعية الثقافة والفنون في حديقة ترفيهية نسائية، وحظي بإقبال كبير من قبل السيدات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كانت زياراتهن لمشاهدة المعرض أم لزيارة الحديقة؟) أما عن أسباب إقامة معرضها خارج المنطقة فتقول: (السبب هو تبادل الخبرات الفنية واكتساب خبرات جديدة وتعميق روح التواصل مع الآخرين، فضلا عن وجود من يدعم معرض الفنان بكل مجالاته من حيث ميزانية المعرض ولجان التحكيم والجوائز التي تحفز الفنان على الإبداع). وترى الفنانة التشكيلية سميرة البكري أن ما ينقص الفنان في منطقه تبوك هو الدعم المادي والمعنوي والإقبال الجماهيري، وأيضا عدم وجود صالات عرض كافيه لعرض أعمالهم وهي ما دفعته لإقامة معارضها خارج المنطقة. هند العبيدان: رغم ما نعانيه أرفض أن يقال إن تبوك تفتقد الثقافة البصرية من جانبه يقول الأستاذ راشد الزهراني، مقرر لجنة الفن التشكيلي بجمعية الثقافة والفنون بتبوك: (لاشك أن جمعية الثقافة والفنون بتبوك ومنذ افتتاحها عام 1425 ه أقامت عدة معارض تشكيلية داخل منطقة تبوك؛ وعدم وجود دعم كافي خلال السنوات الماضية جعل الفنان التشكيلي يتجه لإقامة معارضه خارج منطقة تبوك وهذا مما جعل الفنان يصر على عدم تكرار نفسه وظهوره بشكل مستهلك، وأيضا من الأسباب التي جعلت الفنانين التشكيلين بالمنطقة يفضلون إقامة معارض تشكيلية خارجها هي عدم وجود أي اهتمام بأعمالهم الفنية، وعدم وجود إقبال جيد سواء على المعارض الشخصية أو الجماعية، فجميع من يهتم هم الفنانون وذويهم حيث هناك حلقة مفقودة بين الفنان والجمهور، فالفنان يحتاج إلى متلق متذوق ونقد بناء وتشجيع مستمر، فيما الجمهور في المقابل يحتاج إلى مزيد من الوعي الفني بالثقافة التشكيلية، كذلك غياب الدعم الكافي لإقامة تلك المعارض أو حتى الدورات التدريبية أو المسابقات في هذا المجال، فنحن بفرع تبوك نسير وفق ميزانية وخطة محددة من جمعية الثقافة والفنون بالرياض).