اكتظ نادي المنطقة الشرقيةالأدبي مساء أول أمس الأحد، بعشاق الفن السابع؛ وذلك خلال حضور عرض الفيلم الروائي القصير (داكن) للمخرج بدر الحمود وفيلم (الجنطة) للمخرج محمد التميمي، في ليلة أعلنت لتكريم المخرجين السعوديين الذين شاركوا أخيرا في مسابقة مهرجان الخليج السينمائي في دبي، حيث فاز فيلم (الجنطة) ل "التميمي" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فئة الطلبة لهذا العام. وهو فيلم صامت، يكشف في دقيقة و"45" ثانية، الصورة النمطية المرتسمة في ذهنية الآخر عن المجتمع الخليج، عبر تجسيد شخصية كرتونية ذات زيٍ خليجي، يمر على مجموعة أشخاص من دول وجنسيات مختلفة وهو يحمل حقيبة "جنطة"، لينتهي الفيلم عن نقطة تفتيش دولة أجنبية، يشك رجل الأمن في أن هذا الرجل الخليجي يحمل متفجرات وقنابل في "الجنطة"، بينما لم يتخيل مواطن عربي في "جنطة الخليجي" سوى الدراهم والريالات، في التقاطة ذكية من المخرج التميمي الذي قال إنه اختار هذه الفكرة خصيصا للمشاركة في مهرجان الخليج السينمائي. بدر اللحيد وداليا بادغيش في فيلم داكن أما فيلم بدر الحمود والذي امتد لما يقارب النصف ساعة، صور حالة انقلاب جذري في حياة شخصية مجرمة تمتهن العمل في الممنوعات، وذلك بعيد دخوله المستشفى، ليفاجأ بأن الممرضة "المنقبة" التي تشرف عليه هي تلك الطفلة التي كان يلعب معها بطل الفيلم عندما كان طفلا في الحارة الشعبية. ليقرر أن يتزوجها ويقلع عن أعماله الإجرامية. بعيد عرض الفيلمين، فتح باب أسئلة ونقاش الجمهور، حيث علق مخرج (داكن) على مطالبة البعض بأن تعرض نتاجات السينمائيين السعوديين على التلفزيون السعودي، مشيرا إلى أنه استبشر خيرا بتصريح قرأه على صفحة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في الفيس بوك، بأن الأفلام السعودية سوف تعرض على القناة الثقافية. جانب من الحضور وردت على مداخلة "الرياض" حول إذا كان الوقت قد حان للتحول من الأفلام الروائية القصيرة إلى الطويلة، خصوصا وأن الحمود، جرب اخراج أكثر من عمل سينمائي قصير، أجاب صاحب فيلم (أبيض أبيض) إلى أن المعضلة الحقيقية هي في الانتاج لأن فلمه القصير والذي لم يستغرق تصويره "4" أيام؛ شارك فيه الممثلون بشكل تطوعي في حين أن الفيلم الروائي الطويل يحتاج إلى تصوير يزيد على الشهرين الأمر الذي يستلزم وجود منتج يمول العمل ويعوض الممثلين بأجر تفرغهم لتصوير الفيلم السينمائي؛ مؤكدا أنه لن يستعجل في خوض تجربة الفيلم الطويل ولو بقي في إخراج الأفلام القصيرة طيلة عمره. أما عن استعمال تقنيات المونتاج بشكل قد يكون مبالغ فيه، علق الحمود أن فيلمه يحتاج إلى تقطيع لقطات سريع لأنه فيه مشاهد "أكشن". وحول تطور بعض العناصر الفيلمية كالإضاءة، أشار الحمود في الندوة التي أدارها الشاعر أحمد الملا إلى أن التخصصات بدات تظهر في السينما السعودية، مؤكدا على دور ذياب الجاسر في خروج فيلمه (داكن) بإضاءة موفقة. وقد انتقد البعض الحالة "الوعظية" لفيلم (داكن) وهي حالة تهيمن على مجمل الانتاج السينمائي المحلي، من خلال "رومانسية" انتصار الخير وهزيمة الشر في نهاية الفيلم، الأمر الذي يخرج العمل السينمائي من الواقعية المنشودة، خصوصا وأن "داكن" والذي يفترض أن يكون أكثر قتامة وسوداوية انتهى بنهاية "أخلاقية" لشاب مجرم، يتحول إلى رجل صالح، فضلا عن اقحام مشاهد كوميدية بطريقة تكسر التدفق السرد السينمائي لفيلم يقارب موضع الجريمة والعالم السفلي للمجرمين. إلا ان الانتقال بين المشاهد كان موفقا عبر الدقة في تقطيع المشاهد، ربما لأن المخرج هو من قام بعمل المونتاج، للفيلم الذي قدم قصته الحمود وكتب له السيناريو الشاعر أحمد الملا وشارك فيه الممثل عبدالمجيد الكناني. يذكر أن نادي الشرقية عرض أخيرا فيلم (عايش) احتفاءً بالمخرج السعودي عبدالله العياف والذي فاز أخيرا بجائزة مهرجان الخليج السينمائي.