ساعد الصعود لرؤية نهر جليدي يثير الرهبة منتخب فرنسا لكرة القدم على الوصول الى مستويات مرتفعة في الماضي. والقيام بهذا ثانية كما يأمل الفريق الفرنسي سيساعده على العودة الى القمة عقب سلسلة من العروض المتواضعة. ويستعد لاعبو فرنسا - الذين بدأوا الثلاثاء الماضي معسكرا تدريبا يستمر لمدة اسبوع في قرية تيني التي تشتهر بالتزلج فوق جبال الألب - للصعود الى النهر الجليدي المسمى جراند موت الذي يطل على المنتجع الالبي. وقال فرانسوا ماناردو المتحدث باسم الفريق، "اذا سمح الطقس سنصعد لرؤية النهر وسنظل هناك طوال الليل." ونظمت فرنسا - التي تستعد للبطولات الكبرى في هذا الموقع الخلاب المحاط بقمم وعرة تغطيها الثلوج منذ عام 1997 - الرحلة لرؤية واحد من أكبر الانهار الجليدية في اوروبا والواقع على ارتفاع 3656 مترا مرة واحدة من قبل. وكان هذا في مايو ايار 2006 وبعدها بعدة اشهر وصل الفريق الى نهائي كأس العالم في المانيا. لكن هذه الرحلة اثارت جدلا اذ غادر جوريجوري كوبيه معسكر منتخب فرنسا بسبب غضبه من رفض فابيان بارتيز المشاركة فيها. وتم اقناع كوبيه في النهاية بالعودة وظلت فرنسا مؤمنة بهذه العادة الجالبة للحظ. ولا تندرج فرنسا بطلة العالم واوروبا السابقة التي خرجت مبكرا من كأس الامم الاوروبية عام 2008 واصابت جماهيرها بالاحباط من وقتها ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم الا ان معسكر تيني ربما يساعد الفريق على تضميد جروحه. وتوفر قرية تيني اجواء شاعرية في ظل المناظر الطبيعية الرائعة والتي تعطيك احساسا بانها بلدة يسكنها الاشباح اذ تغلق اغلب فنادقها ومطاعمها خلال هذا الوقت من العام. وبالنسبة للاعبين الفرنسيين فان القرية تمثل مكانا خاصا. وقال ريمون دومينيك مدرب منتخب فرنسا للصحفيين: " نعلم اننا سنجد هنا الاجواء النموذجية لاعداد لاعبينا بما يضمن ان يبدأ الجميع كأس العالم في أفضل شكل". واضاف "انها في الاغلب برامج فردية تتلائم مع ما يحتاج كل لاعب الى القيام به." وبدأت مغامرة تيني في فترة احتفالات اعياد الميلاد في عام 1997 عندما اصطحب ايميه جاكيه الذي كان وقتها مدربا لمنتخب فرنسا 29 لاعبا وعائلاتهم الى هناك. وقضى الجميع اوقاتا ممتعة ما بين التزلج ومجرد الاسترخاء وتعاهد اللاعبون مع انفسهم على التألق خلال كأس العالم التي اقيمت في فرنسا في العام التالي. وفي مايو ايار 1998 عاد الفريق الى تيني وهذه المرة للتدريب وبعدها بعدة اشهر رفعوا كأس العالم على ارضهم. وفي عام 2000 عاد الفريق ثانية وهذه المرة للاستعداد لبطولة اوروبا التي فازوا بها تحت قيادة روجيه لومير. وفقدت المعسكرات التدريبية التي اقيمت في تيني خلال فترة الربيع الكثير من سحرها منذ ذلك الوقت الا ان دومينيك يأمل ان يساعد المعسكر اللاعبين على التوحد وايجاد عناصر القوة والتخلص من كافة الخلافات كما فعلوا خلال مسيرتهم الى نهائيات كأس العالم في المانيا قبل اربع سنوات.