أليس من الغريب أن يتزامن يوم حرية الصحافه مع صدور العدد الأخير من صحيفتين خليجيتين ؟ فلقد أعلنت صحيفة الوقت البحرينية اليومية بعد صدور 1532 عدداً منها ان عدد يوم الاثنين الثالث من الشهر الخامس من العام 2010 هو عددها الأخير والغريب أن الجريدة صدرت بكامل صفحاتها وكأن عددها الاخير هو عددها الأول الا أنها ودعت قراءها عبر اسطر بسيطة في الصفحة الأولى تحت عنوان أيها القراء شكرا ووداعا عبر سبع عشرة نقطة كان أولها لسنا أول صحيفة ولسنا آخر صحيفة أيضا تتوقف عن الصدور وبررت توقفها لعدة أسباب كان أهمها الازمة المالية والمتمثلة في صغر سوق البحرين بوجود تسع صحف يومية في ظل سوق إعلانية محدودة لاتتجاوز الإعلانات في أفضل صحفها 6% بينما تصل في بعض الدول المجاورة إلى 60 % وفي اليوم نفسه أعلنت جريدة أوان الكويتية التي يرأس تحريرها الدكتور محمد الرميحي عن توقفها هي الأخرى عن الصدور لأسباب مالية بعد ان صدر منها 886 عدداً وقد سرحت الصحيفة 180 صحافياً وفنياً وإدارياً بعد ان استنفذت الصحيفة كافة سبل الانقاذ من الإغلاق. انه لأمر محزن ان تتحول الطموحات لتقديم مشروع صحفي متميز الى التلاشي فالصحافة ليست مشروعا استثماريا بقدر ماهي رسالة ولكنها تحتاج الى المال للصمود على ابسط تقدير وعندما لايكون أمام الممولين لها أي فرص لدفع مرتبات العاملين وتكاليف الطباعة تضطر للتوقف ويتحمل الممولون مايترتب عليها من ديون ويفقد الكثيرون فرصهم للعمل . ترى هل سبب الصعوبات المالية التي ادت الى اغلاق هاتين الصحيفتين في يوم واحد هو تضائل فرص الصحافة المطبوعة ؟ ان كان الامر كذلك فعلى عدد من صحفنا المحلية التي لا تحظى بشعبية كبيرة من القراء اضافة الى محدودية دخلها من الاعلان ان تفكر جديا اما في تغيير ثوبها وتوجهها لتكسب شرائح جديدة من القراء عبر التركيز على الشأن الخاص بمناطق صدورها في المقام الاول بحيث تكون الجريدة الاولى في منطقة صدورها لكسب شريحة كبرى من القراء والمعلنين او لعل البعض منها يدرس عمليات الاندماج فيما بينها توفيرا للنفقات و استثمارا افضل لمصادر الدخل خاصة وان صحفنا في المملكة لا تخضع لاي تكتلات سياسية او حزبية يتم من خلالها توفير مصادر خاصة للدخل كما هو في كثير من الدول فصحفنا جميعها متفقة على اساس واحد هو الوطن ومصلحة المواطن والكثير منها ولله الحمد تحقق أرباحا كبيرة وتتوالى نجاحاتها يوماً بعد آخر ولكن من المهم ان نستفيد من تجارب الآخرين وعثراتهم فتوقف صحيفتين خليجيتين عن الصدور في يوم واحد هو مؤشر خطير ولاشك، وعلى القائمين على صحفنا المحلية الاستفادة منه بكافة الوسائل الممكنة ولعل وزارة الثقافة والإعلام تساهم في تكليف احد بيوت الخبرة بدراسة وضع الصحف المطبوعة وتأثير الصحف الالكترونية عليها وعلى مصادر دخلها سواء في المنظور القريب او البعيد حتى توفر للصحافة المحلية مايحقق لها الأمان ويجنبها الوصول الى مراحل التوقف وهو امر مرت به بعض صحفنا في وقت قريب قبل ان تشتد المنافسة بين الصحافة المطبوعة والالكترونية والتي تتجه الى المزيد من المنافسة وهو ماجعل النسخ الالكترونية للكثير من صحفنا المحلية تحتل الصدارة كما هو الحال في جريدة الرياض التي وأمت بين المطبوع والالكتروني في تجربة فريدة تستحق الاهتمام .