قالت صحيفة "واشنطن بوست" امس السبت ان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تسعى جاهدة لدى الكونغرس كي يوقف الإنفاق الهائل على عناصر الجيش. وذكرت الصحيفة ان مسؤولي البنتاغون يشعرون بقلق متزايد من ان "كرم" الحكومة مع الجنود زاد عن حدّه ما قد يتركهم بمال أقل لشراء أسلحة وصيانة التجهيزات والمعدات الحربية. وأوضحت انه في السنوات التسع الماضية من الحرب في أفغانستان والعراق، بدأ الكونغرس يهتم بالجنود وعائلاتهم إلى درجة أنه تجاوز البنتاغون وبدأ يدفع للجنود أكثر مما طلبته إدارتا جورج بوش وباراك أوباما. ورفض الكونغرس محاولات وزارة الدفاع للتخفيف من تكاليف الرعاية الصحية لعناصر الجيش والتي وصفها وزير الدفاع روبرت غيتس بأنها "تأكلنا ونحن أحياء". ويرى مسؤولو الدفاع اليوم انهم أمام كارثة مالية، وفي ظل العجز القياسي في الميزانية الأميركية، يسعى هؤلاء إلى وضع حد للزيادات الهائلة في الإنفاق الدفاعي في العقد الماضي. وقال الناطق باسم البنتاغون جيوفري موريل ان غيتس سيلقي لاحقا خطاباً قاسياً في كنساس عن الانضباط المالي وسيحذّر فيه القادة العسكريين من انه "سيكون عليهم أن يتخذوا إجراءات جذرية بأنفسهم للحفاظ على القوة التي لدينا". وقال مساعد وزير الدفاع لشؤون الموظفين في مارس/آذار الماضي أمام لجنة في مجلس الشيوخ ان ارتفاع تكاليف الموظفين "قد تؤثر بشكل دراماتيكي على استعداد الوزارة" إذ يترك لها أموالاً أقل للدفع للعمليات وللصيانة. يشار إلى ان تكاليف الموظفين تشكل ربع الإنفاق الدفاعي. ويتوقع أن تبلغ تكاليف الرعاية الصحية للجنود وموظفي الوزارة والمؤسسات التابعة لها وحدها العام المقبل 51 مليار دولار أي عُشر موازنة البنتاغون. إلاّ ان البنتاغون تعتقد ان المدفوعات المخصصة لعناصر الجيش "مقدّسة" لأن الجنود وعائلاتهم يناضلون للتكيّف مع عمليات الانتشار المتكررة في مناطق نزاع بعيدة.