كشف رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل التخصصي الأمين العام للجمعية السعودية لطب الطوارئ الدكتور مبارك الملحم في مؤتمر صحفي على هامش اللقاء الأول لنادي طب الطوارئ بالمنطقة الشرقية بفندق الهوليدي ان الخبر عن الحاجة الماسة لتطوير خدمات طب الطوارئ في المملكة عامة والمنطقة الشرقية خاصة في ظل النقص الحاد في الكادر الطبي والأسرة، مرجعاً ذلك إلى كثرة الحوادث بالمملكة، مشيراً إلى انهم يبحثون المشاكل والمعوقات التي تواجهه أقسام الطوارئ من خلال الاجتماعات الشهرية ثم يخرجون بتوصيات تقدم للمستشفيات ومنها للشؤون الصحية، طامحاً ان تكون تلك التوصيات نواة للتغير والتطبيق الفعلي وتوقع ان يكون هذا النادي بالمنطقة الشرقية ناديا خليجيا لطب الطوارئ خاصة في ظل قرب المنطقة من دول الخليج. وأشار الملحم إلى أنه سيكون هناك ربط الكتروني بين المستشفيات بالمملكة وسيارات الهلال الأحمر السعودي في القريب العاجل بإذن الله للتأكد آلياً من اقرب مستشفى ويملك أسرة شاغرة ومتاحة لنقل المرضى والمصابين من قبل مسعفي الهلال الأحمر بدلا من تفويت الوقت في البحث عن شاغر في مستشفيات أخرى، كاشفاً ان هناك شبكة آلية بالرياض وهي تحت التجربة ولم يتم إقرارها بعد وتأتي ضمن مشاريع الوزارة لتطوير خدمات الطوارئ. وعن التكدس في أقسام الطوارئ بالمستشفيات أوضح بأن الحل هو أولا الاعتراف بوجود مشكلة لدينا في أقسام الطوارئ من خلال النقص في الكوادر المؤهلة وقلة الاهتمام بأقسام الطوارئ وقلة الإمكانيات وقلة أعداد الأسرة وقلة الأجهزة والأدوية وعدم وجود بدلات لما يتعرض له العاملون في أقسام الطوارئ من مواقف من أهل المصابين أو المتوفين وسوء تصميم أقسام الطوارئ وعدم التزام الأقسام بالمعايير العالمية في تقديم الخدمات الطارئة وعدم تفهم المجتمع واحترام مهنة طب الطوارئ، موضحاً في سياق حديثه أن طبيب الطوارئ لا يجد الدعم والتقدير من إدارة المستشفى كما أن أقسام الطوارئ تعاني من عدم كفاءة الممارسين له وعدم قدرة الكثير من الأطباء على إنعاش مرضى القلب بالطرق العلمية السليمة والمتعارف عليها، منتقداً دور المراكز الصحية للرعاية الأولية في محاولة المساعدة بفك التكدس في المستشفيات لذا أصبح المرضى يتجهون صوب المستشفيات لانعدام الثقة بالمراكز الصحية للرعاية الأولية، وشدد على ان القاعدة في المراكز الصحية هي الأساس، مطالبا بتطوير الأطباء والكادر الصحي فيها لتخفيف الضغوط على المستشفيات رغم زيادة عمل بعض المراكز إلى الساعة الحادية عشرة مساء، متمنياً أن تكون كل المراكز بالمملكة يستمر العمل فيها على هذا المنوال لتخفيف الضغط على أقسام الطوارئ. جانب من حضور اللقاء الأول لنادي طب الطوارئ وأكد أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أسست طب الطوارئ ويوجد بها الآن زمالة في طب الطوارئ وخرجت 70 طبيبا منذ عام 2000م ويطمحون بتخريج 500 طبيب حاصل على الزمالة في طب الطوارئ في غضون العشر السنوات المقبلة، وأبدى أسفه بأن اغلب الأطباء ال 70 الذين تخرجوا متكدسين في المدن الرئيسية والمناطق الكبيرة وبالتالي لن يخدم باقي المستشفيات في المدن الصغيرة. وكشف أن 5% من العاملين في إدارات الطوارئ يحملون درجة استشاري فقط، بينما 95% منهم ليس لديهم شهادات في طب الطوارئ وبلغ عدد من حصلوا على التدريب 9%، وأشار إلى 41% من الأطباء كان دخولهم القسم اختياريا بينما أجبر 36% على ممارسته وفق أوامر إدارية في حين تم تعيين 23% منهم بشكل مؤقت. وكشف أيضا أن 67% من الأطباء وفق الدراسة التي أجراها الدكتور مع فريق عمل أنهم يقابلون بعدم اهتمام إداري، ونبهت الدراسة إلى أن أقل من 25% من الأطباء العاملين في قسم الطوارئ حصلوا على شهادات في ذات التخصص، ولم يخف 86% تذمرهم من عدم احترام المجتمع لتخصصهم ونظرتهم الدونية له. واعترف 50% منهم بأنه يرغب في ترك التخصص وبرروا ذلك بقسوة المهنة وصعوبتها وسوء تعامل المصابين القادمين إلى أقسام الطوارئ وتجهمهم على الأطباء وتعرضهم لخطر مستمر وصعوبة نظام المناوبات فضلا عن عدم وجود البدلات والحوافز. وشدد على أن طب الطوارئ مهم في المملكة لكثرة الحوادث المرورية إذ يموت 24 شخصا كل 24 ساعة ويصاب 120 فردا كما أن الجلطات والأزمات القلبية في ازدياد مطرد نتيجة ارتفاع نسبة السمنة وقلة الحركة والتدخين والدهون في الدم وانتشار مشاكل السموم والتعاطي والامراض المزمنة وفشل الدورة الدموية وتسمم الدم الذي يحتاج إلى سرعة في التشخيص والعلاج لمنع الوفاة ومنع فشل الأعضاء. وطالب بتحسين بيئة أقسام الطوارئ من خلال توظيف أطباء مؤهلين ومدربين في طب الطوارئ ودعم هذا الكادر ماديا ومعنويا وتقديم البدلات المجزية لهم وإعادة النظر في نظام تشغيل أقسام الطوارئ بما يتماش مع التوجه العالمي، والاهتمام بالتصميم المناسب وعدد الأسرة المناسبة وخلق نظام حركة للمرضى يكون سلسا وآمنا ودعم هذه الأقسام بالمعدات الحديثة والأدوية اللازمة وإعطاءها أولوية في الاهتمام و استشاره أهل الخبرة في الطوارئ من الزمالة السعودية لطب الطوارئ والجمعية السعودية لطب الطوارئ والأندية العلمية لطب الطوارئ. من جانبهم، دعا المجتمعون في ختام لقائهم إلى الاهتمام بتخصص طب الطوارئ لدعم وتحفيز جميع المستشفيات للاهتمام بأقسام الطوارئ وتوظيف المختصين الذين تدربوا في طب الطوارئ وتشجيع الأطباء الجدد والمتخرجين للالتحاق بهذا التخصص الذي يساهم في إنقاذ حياة المرضى والمصابين. وطالبوا بضرورة الإسهام في تطوير الخدمات الإسعافية والمشاركة في الكوارث والحوادث الجماعية وخلق شبكة من الدعم الفني والتخصصي مشاركة مع هيئة الهلال الأحمر والدفاع المدني وإدارة الطوارئ. وشددوا على أهمية زيادة روابط التعاون ما بين أقسام الطوارئ في المنطقة لتسهيل الخدمات ومسؤوليات المسعفين الصحيين لدى الهلال الأحمر والناقلين لتوفير أسرة لمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة ومنع المشاكل الناتجة عن نقص الأسرة. وأكدوا أن نادي طب الطوارئ يجب أن يكون نواة لخلق مجتمع طوارئ يتكون من المؤسسة الطبية والعاملين في ذات المجال. وحثوا على ضرورة التواصل مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل المعلومة ونشر ثقافة طب الطوارئ لدى المجتمع من خلال الندوات الطبية الموجهة لأفراد المجتمع والحرص على التثقيف المستمر للشباب في عمر المراهقة باعتبارهم أكثر أفراد المجتمع تعرضا للحوادث.