كشف رئيس نادي طب الطوارئ في المنطقة الشرقية الدكتور مبارك الملحم، أن 95 في المئة من العاملين في إدارات الطوارئ ليست لديهم شهادات في طب الطوارئ. فيما المتبقون يحملون درجة «استشاري». وأوضح ان نسبة من حصلوا على التدريب «بلغ تسعة في المئة» مضيفاً ان «41 في المئة من الأطباء العاملين في طب الطوارئ، كان دخولهم القسم اختيارياً. فيما أجبر 36 في المئة على ممارسته، وفق أوامر إدارية». وأضاف الملحم، الذي يتولى أيضاً مهام السكرتير العام للجمعية السعودية لطب الطوارئ والمدير التنفيذي المشارك للخدمات الطبية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، ان «50 في المئة من هؤلاء الأطباء يلاقون قسوة في العمل، وسوء تعامل من المصابين القادمين إلى أقسام الطوارئ، وتجهمهم على الأطباء، وتعرضهم إلى خطر مستمر، وصعوبة في نظام المناوبات، فضلاً عن عدم وجود البدلات والحوافز». ولفت الملحم خلال مشاركته في محاضرة عن طب الطوارئ في المملكة، قدمها مساء أول من أمس، ضمن فعاليات «الملتقى الثالث لنادي طب الطوارئ» في المنطقة الشرقية، المنعقد في فندق «كورال بلازا»، إلى «الحاجة الماسة لتطوير خدمات طب الطوارئ في المملكة عامة، وبخاصة الشرقية، في ظل النقص الحاد في الكادر الطبي والأسرّة، بسبب كثرة الحوادث»، مشيراً إلى إحصاءات صدرت في العام 1414ه، أوضحت أنه «يموت نحو 12، ويصاب 60 فرداً يومياً، بسبب حوادث السيارات. كما أن الجلطات والأزمات القلبية في ازدياد مطرد، نتيجة ارتفاع نسبة السمنة وقلة الحركة، والتدخين، والدهون في الدم، وانتشار مشكلات السموم والتعاطي، والأمراض المزمنة، وفشل الدورة الدموية، وتسمم الدم الذي يحتاج إلى سرعة في التشخيص والعلاج للحيلولة دون الوفاة، ومنع فشل الأعضاء». وأشار في محاضرته التي شارك فيها 150 طبيباً ومسؤولون من وزارة الصحة، و«صحة الأحساء»، إلى أن أقسام الطوارئ «تعاني من قلة كفاءة الممارسين، وعدم حصول الكثير من الأطباء على تدريب في مجال إنعاش مرضى القلب والحوادث بالطرق العلمية السليمة والمتعارف عليها»، منتقداً دور المراكز الصحية للرعاية الأولية في «محاولة المساعدة بفك التكدس في المستشفيات، لذا أصبح المرضى يتجهون صوب المستشفيات، لانعدام الثقة في المراكز». وشدد على ان «القاعدة في المراكز الصحية هي الأساس»، مطالباً ب«تطوير الأطباء والكادر الصحي فيها، لتخفيف الضغوط على المستشفيات، وضرورة زيادة عمل بعض المراكز إلى ال11 مساء»، متمنياً أن «يستمر العمل في كل المراكز، على هذا المنوال، لتخفيف الضغط عن أقسام الطوارئ». ولفت إلى «التطور السريع والمسؤول الذي تلقاه هيئة الهلال الأحمر السعودي، التي حوّلت كثيراً من الطموحات إلى واقع ملموس، يتمثل في تطوير الخدمات الإسعافية والكفاءات السعودية المُشغلة»، مضيفاً «دُشنت أخيراً، خدمات الإسعاف الطائر في الرياضوجدة بنجاح. وسيشمل قريباً، جميع مناطق المملكة»، متوقعاً «قرب تشغيل برامج الربط الالكتروني وغرف التحكم المركزية بين المستشفيات في المملكة وسيارات الهلال الأحمر السعودي، للتأكد آلياً من أقرب مستشفى لديه أسرّة شاغرة ومتاحة لنقل المرضى والمصابين من جانب المسعفين، بدلاً من تفويت الوقت في البحث عن شاغر في مستشفيات أخرى، للتأكيد على أهمية الساعة الذهبية في إنقاذ الأرواح». وذكر أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية «أسست طب الطوارئ، وتوجد فيها الآن زمالة في هذا التخصص، وخرّجت 70 طبيباً منذ عام 2000. وتسعى إلى تخريج 500 طبيب حاصلاً على الزمالة في طب الطوارئ، في غضون السنوات ال10 المقبلة». وأبدى أسفه لأن «غالبية الأطباء ال70 الذين تخرجوا متكدسين في المدن الرئيسة والمناطق الكبيرة فقط». وطالب الملحم، ب«دعم أقسام الطوارئ بأطباء مؤهلين ومدربين في طب الطوارئ، ودعم هذا الكادر مادياً ومعنوياً، وتقديم البدلات المُجزية لهم، وإعادة النظر في نظام تشغيل أقسام الطوارئ، بما يتماشى مع التوجه العالمي، وأيضاً الاهتمام في التصميم المناسب وعدد الأسرّة المناسبة، وخلق نظام حركة للمرضى يكون سلساً وآمناً، ودعم هذه الأقسام بالمعدات الحديثة والأدوية اللازمة، وإعطائها أولوية في الاهتمام، واستشارة أهل الخبرة في الطوارئ، من كل من الزمالة والجمعية السعودية لطب الطوارئ، وكذلك الأندية العلمية المتخصصة». بدوره، أكد مدير «صحة الأحساء» حسين الرويلي «إعادة تدريب الكفاءات الطبية والصحية في شكل خاص، والجمهور عموماً، وبخاصة من له علاقة مباشرة في المجتمع، بهدف تطوير خدمات طب الطوارئ». كما شدد على ضرورة «دعم هذا المجال، وتوفير السبل كافة التي تجعل منه قسماً متميزاً في تقديم الخدمات الطبية التي تؤدى عملها لخدمة المرضى وحالات الطوارئ، لإنقاذ المصابين في الحوادث والحالات الطارئة». وعرض الدكتور أنور عبدالله، خلال محاضرة بعنوان «رحلة المريض في قسم الطوارئ ماذا نتعلم»، عبر «البروجكتور»، مشهداً تمثيلياً، يبين بعض المواقف الحرجة الذي يتعرض لها المراجع، أثناء وصوله لقسم الطوارئ، لإنقاذ شخص ما، ووضع بعض الحلول الواجب اتباعها لمثل تلك المواقف. فيما ألقى عضو النادي مدير قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد في الهفوف الدكتور عمر بايمين، محاضرة تفصيلية حول طب الطوارئ.