مدخل للشاعر محمد العاطفي : أنا مطرد ورى المقفي ولا وقف على البيبان وعزّت نفسي أكبر من كلام فلان وفلانه الكثير من الناس يختلفون في طباعهم فمنهم من يحافظ على عزّة نفسه بالحفاظ عليها من الهوان بكل قوّة وتكون درجة الحساسية لديه عالية جداً فلا يقبل أن يكون في موقف يخسر فيه كرامته وحتى لا ينظر العرب إليه نظرة دونية فنجده حريصاً كل الحرص على الأصحاب الذين يحترمون شخصه ويقدرونه ويبتعد كل البعد عن أهل القبح ، وعن طرق أبواب الناس خاصة تلك الأبواب التي لا ترحب أصحابها بقدوم الضيوف كما يقول الشاعر هادي بن عبدالله القعيمة القحطاني : من صار مستغني فمنّه غنييني عزيزين وأنفسنا على العز نغنيها أنا أفضّل آكل من جرايد ذراعيني ولا أصل لئيماً لحاجةٍ أقصده فيها ومثل هذه الأمور الهامة في حياة الناس نجد الشعراء يكتنزون في داخلهم الكثير من المشاعر والأحاسيس الجياشة خاصة عندما يعبرون عن ما يرفع شأن الإنسان من الهوان كما قال الشاعر ناصر بن حمد السكران : أنا تراي إنسان بشعور .. وإحساس أيضا ولي قيمه عزيزاً جنابي مانيب من يمشي ورى دق الاجراس قبل ما حط الرجل احسّب حسابي ومن الناس من يضع نفسه في موقف الهوان بحيث يسمح لنفسه ببعض التصرفات التي يكون مردودها ضاراً به فتجده يصاحب أهل القبائح ويخطئ على الناس وغير مبال بتصرفاته المشينة والحقيقة أنه قبل أن يخسر عزّة نفسه في الواقع يخسر الأجر والثواب من رب العالمين ويكسب الآثام وتسهل عليه المعاصي ويكون في موضع السخرية من الناس وينظرون إليه نظرة دونية .