ما أجمل الحياة الطيبة الهانئة السعيدة .. ما أجمل عزّة النفس والبعد عن الهوان .. ما أجمل النجاح فالمتأمل في هذه الدنيا يجد فيها الكثير من العجائب والغرائب ، وتجارب الشعراء المقتدرين يستفاد منها في مجالات الحياة المتعددة فقد أوصانا الشعراء بالعديد من الوصايا الخالدة والحكيمة من خلال أشاعرهم الجميلة التي تحث على عزّة النفس وكسب الرزق بتلك المشاعر الجياشة والأحاسيس الصادقة والكلمات المعبرة التي تحث على الأصالة والخصال الحميدة وأن من يفعل الطيب يمد الله في رزقه ويرفع شأنه ويزيد من قدره يقول الشاعر الشيخ حجرف الذويبي رحمه الله وهو من الشعراء الذين عانوا كثيراً من الحاجة : يقول ابن عياد وإن بات ساهر ماني ولد خبلٍ همومه تشايله ماني بمسكينٍ ليا قل مرزقه ضيق بريعه يوم قلت محايله أنا ليا ضاقت عليه توسعت يفرج لي اللي ما تعدد فضايله يرزقني رزاق الحيايا بجحرها لا طالعت برقٍ.. ولا هي مخايله ما حدرت زملٍ نصي صوب قريه ولا وردت عدن قراحٍ ثمايله ترى رزق غيري يا ملا ماينولني ورزقي يجي لو كل حياً يحايله جميع ما حشنا ندور به الثنا وما راح منا عاضانا اللّه بدايله والحياة بطبيعتها دائماً هي : جهاد وكفاح ، بذل وعطاء ، تعب وشقاء ، آمال وأمنيات فلابد من الكفاح وقوّة العزيمة ، والصبر ، وتحمّل الصعاب لكي يتحقق لنا آمالنا وما نتمناه .. ولاشك أن عزّة النفس من أهم الصفات النبيلة التي ترفع شأن الإنسان ، ولا ننسى أن فعل الأسباب هو أهم شيء والتوفيق والنجاح من الله وإيماننا كبير بأن الأرزاق مقسمة من الله – عزوجل – وشك أن التوكل على الله من أهم أسباب الرزق يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لا شك رازقي وما يك من رزقٍ فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق سيأتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن مني اللسان بناطق ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً وقد قسم الرحمن رزق الخلائق والنجاح لا يتحقق إلا بالتضحية والصبر وقوة الإرادة وقد صور لنا الشاعر فهاد الحنيني مثل تلك التضحيات بعود الطيب الذي يحترق من أجل أن يعطّر الآخرين بجمال رائحته الفواحة التي تجمّل المكان وتزيده بهجة وسروراً وروعة كما يقول شاعرنا فهاد الحنيني : العود لولا الجمر مابان غاليه واليا احترق فوحه عطاه الشهاده والرجل لولا ما عاش طاريه ما مات ميت حي راع الجلاده وكل إنسان مجتهد يتطلع إلى النجاح وتحقيق الطموحات والآمال والرغبات لابد أن يخلص النية الصادقة السليمة في كل أعماله ويحسن الظن في الآخرين ويرافق الأخيار ويحرص على المبادئ المشرّفة فالمجد طريقه محفوف بالمصاعب ولن يتحقق بالسهولة فقديماً قال العرب ( إنك لن تجني من الشوك العنب ) ويقول في هذا الشأن الشاعر مسفر بن سعيد بن فرحان الحبابي : اشري وفا الاجواد لوهم بعيدين واللاش ما ارجي مدةٍ من اكفوفه من الصفات الطيب ايعان ويعين ولا الرديّ تكره جنابه ضيوفه يدّه قصيراً شبرها بين اليدين ايديه من بين اليدين امعطوفه والحنظلة ما تبنت الخوخ.. والتين والسرح ما يجنا العسل من صنوفه والبيت ما يعتز والساس من طين لو دام ما دامت جداداً سقوفه ومن أجل أن يعيش الإنسان حياة هانئة وسعيدة يحقق فيها آماله وأمنياته المستقبلية وراحته في الدنيا لابد له من أن يسعى لطلب الرزق ويبذل الجهد والكفاح ولا ينسى عزّة النفس وعدم إذلالها لذا يجب أن يعتمد على نفسه ويكسب قوته اليومي من عرق جبينه ، وعندما يفعل ذلك سوف يجد نفسه في راحة وسعادة كبيرة جداً لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال .. يقول الشاعر هادي بن عبدالله القعيمة : من صار مستغني فمنّه غنييني عزيزين وأنفسنا على العز نغنيها أنا أفضّل آكل من جرايد ذراعيني ولا آصل لئيماً لحاجةٍ اقصده فيها وعندما يكون الإنسان يهوى الكسل والنوم العميق وعدم السعي وراء رزقه – إن صح التعبير – فسوف يندب حظه العاثر كثيراً ويتحسّر أشد الحسرات ويلوم نفسه على ما فاته من الفرص السانحة التي سبق وأن كانت متاحة له ، وما أجمل من حصد ثمار النجاح بعد التعب والشقاء فمكسب الإنسان من ساعد يمينه لا يعادله شيء آخر فأهل النجاح عدوه دائماً الكسل والهوان والانكسار يقول الشاعر بديوي الوقداني : عز الفتى راس ماله من مكاسبها يا مرتضي الهون لا عزاً ولا مالي ومن يرضى لنفسه الهوان يعيش اشد حرات الألم ويصبح في نظر الجميع إنسان لا يُعتمد عليه إطلاقاً ولا يرغب فيه المجتمع ، ويقف في أصعب المواقف بينما يسير الآخرون ويشقون طريقهم نحو التفوق والنجاح .. فما أصعب ذلك ، ما أصعب أن يقف الشخص بينما يسير الآخرون . قبل النهاية للشاعر محمد بن لعبون : كل شيء غير ربك والعمل لو تزخرف لك مردّه للزوال استغفر الله عن كثر الزلل واستعين عنايته في كل حال