مدخل للشاعر عبدالله بن صقيه التميمي: اترك سبيل الناس حتاك ترتاح من جا بدرب الناس ما ذاق راحه في ميدان الحياة الفسيحة ربما يتعرّض الإنسان من خلال تعامله مع الناس لبعض المواقف المؤلمة والتي قد تكون سبباً في جرح مشاعره وفي مثل هذه الأحوال يجبر الإنسان على أن يرد ويدافع عن نفسه وعن سجاياه الحميدة ولكن ليس في كل المواقف يتوجب الرد والدفاع فالمواقف تختلف منها ما يتوجب على الإنسان العاقل تجاهلها وعدم الالتفات إليها نهائياً، ومنها ما هو عكس ذلك يتوجب على الإنسان العاقل أن يرد ويدافع عن نفسه وعن من ينتمي إليه. فهناك مواقف تصيب الإنسان بالدهشة من تجاوز بعض الناس حدود الأدب ويعمدون جرح مشاعر الناس والتقليل من شأنهم، والحقيقة أنه مثل هذه التصرفات لا تليق أبداً فكل إنسان فيه حقه من الأمور الطيّبة، والأفعال النبيلة، والسجايا الحميدة.. والطيب ليس حكراً على أحد من البشر، وأبلغ تعبير في هذا الشأن قول الشاعر بداح العنقري: ترى الظفر ما هوب للظاعنينا قسمٍ وهو بين الوجيه المفاليح البدو واللي بالقرى نازلينا كلٍ عطاه الله من هبة الريح ولاشك أن بعض المواقف تكون قوية ويكون لها أكبر الأثر في نفس الإنسان، وقد تسبب ألمه وحزنه، فيصبح في حسابات مع النفس، ولكن نجد أن الشعراء المقتدرين أكثر الناس عن التعبير عن مثل هذه المواقف فمشاعر الشاعر الحقيقي تنبع من الأعماق، وتكون أقرب شيء إلى النفوس خاصة إذا صدقت أحاسيسه، وتفنن في التعبير عن آلامه يقول الشاعر سلطان الهاجري: أنا والله ان لي أسبوع وثلاث ليال وأنا أحس في صدري بضيقه ومتألّم ليا نام أبو قلبٍ من هموم بقعا خال يطير الكرى كني موقظ ومتحلّم هموم لحال.. وهم جرح الزمان لحال تلم الجروح.. وللندم جرح ما ينلّم والشاعر المتمكن يعتبر الشعر أصدق وأجمل تعبير عن ما فعلت به الأيام وخاصة إذا كان من جرح مشاعره يعده من أقرب الناس إلى نفسه فمثل هذه المواقف حتماً تجود مشاعر الشاعر وتفيض بالكلمات المؤثرة والأحاسيس النابعة من الأعماق وأجمل ما في القصيدة عندما تجود القريحة فيصوغها شاعرها بالصور الشعرية الصادقة والمعبرة عن جرح المشاعر. قبل النهاية للشاعر عبدالله يوسف المزيني الحربي: لو احتفظت بجابتي ما تكلمت حفظت عن جرح المشاعر جنابي عز الله أني للإجابه تألمت يوم الجواب السلب جرحه صطابي ألوم .. وأعاتب ضميري اليا لمت لومي على حضرت جنابي وجابي