في مهرجان الجنادرية الفائت كان الأستاذ مبارك عمرو العماري النائب الأول لجمعية الشعر الشعبي بالبحرين ضمن ضيوف الجنادرية والرواد المكرمين من لجنة الشعر ، وقد تفضل مشكوراً بإهدائي مجموعة من إصداراته وإصدارات جمعية الشعر البحرينية، ومن ذلك ديوان (مغناطيس الأفراح) للشاعر يوسف بن حسن بن فلاح:جمع وإعداد وشرح مبارك العماري، والديوان يعتبر إضافة للمكتبة الشعبية ويعطي تصورا جميلا عن بوادر التحديث في الشعر البحريني. يقول العماري في مقدمة الديوان انه اعتمد على مخطوطة كتبها الشاعر بخط يده وتحمل نفس العنوان (مغناطيس الأفراح) وقد التزم العماري بترتيب القصائد في الديوان حسب ترتيبها في المخطوطة، وأضاف التراجم للشخصيات التي ورد ذكرها في الديوان وأضاف إلى الديوان بعضاً من الأشعار التي لم ترد في المخطوطة وقام بشرح المفردات شرحاً توضيحياً لتقريب المعنى إلى المفهوم الشعبي الذي نبع منه، وقد قدم لمحات عن حياة الشاعر يوسف بن فلاح جاء فيها انه عاش في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، حيث ولد في مدينة المحرق حوالي عام 1292ه وتوفي عام 1342ه نتيجة وباء عم البحرين ذلك العام. سعد الحافي غلاف مغناطيس الأفراح ويشير الأستاذ مبارك العماري ان الشاعر يوسف بن فلاح قد طرق أساليب قل ان يطرقها شاعر مماثل في عصره وخصوصاً بين الشعراء الشعبيين ومن ذلك قدرته على تأريخ الحوادث المختلفة بحساب الابجد، وكذا اعتماده على نمط البديع المسمى(التشجير) وهذا التفنن يحتاج إلى قدرات إبداعية وتمكن واقتدار ليستطيع تكييف الكلمات ومواقعها واستخداماتها حسب الكيفية التي تلبي غرضه.وكذلك أسلوب التخميس الذي يقول عنه العماري»التخميس :ضرب من فنون الشعر اعتاده وبرع فيه شعراء الفصحى والشعراء الشعبيين في الماضي،إذ أن الشاعر يخمس قصيدة من الروائع التي أعجبته بإضافة ثلاثة اشطر على شطري كل بيت ليصبح البيت الأصلي مكوناً من خمسة اشطر تكون الثلاثة الاشطر الأولى التي ينضمها الشاعر المخمس بنفس وزن وقافية الشطر الأول من البيت الأصلي،أما الشطر الثاني فهو الذي يربط نسيج القصيدة فيما بين الأبيات، ويجب على الشاعر المخمس أن يلتزم بالوزن والقوة الإبداعية للقصيدة الأصلية، حتى تبدو القصيدة المخمسة في مجملها كأنها من نظم شاعر واحد»ومن ذلك تخميس الشاعر يوسف بن فلاح لقصيدة محمد عبد الله القاضي والتي مطلعها: الى ابصرت في الدنيا تكدر لي الصافي تعذر زماني ما حصل صاحبٍ صافي وقد جاءت بعد تخميسها من الشاعر يوسف بن فلاح كما يلي: جرى يراعي بصفح قرطاسه الصافي لتخميس ألفاظٍ زهن لي وأوصافي مقال الفتى اللي قال من حين ما ابتدا الى ابصرت بالدنيا تكدر الصافي تعذر زماني ما حصل صاحبٍ صافي *** سليمٍ من الزلات في اللاش ما مشى رحومٍ كتوم السر من حين ما نشا الى قال ما افضي به والى قلت ما فشا افيض عليه اسرار ما التج بالحشا وكل شعيبٍ له مفيضٍ وميطافي *** تبصر وسل لي عاد ما انت فاهم من للحجى به والذكا به علايم فمن لا ينال العلم بالفهم نادم ومن عاش ماله من حياته منادم تجرهم عما رأيه على جرف ميهافي *** اذا كان ما لرضى الملا فيك بده ومنهم تريد العون في كل شده فأصفح ودار وصف منك الموده واختر من اجناسك رفيقٍ توده وثيقٍ غميقٍ يفهم العلم عرافي *** حبيبٍ لبيبٍ لك في الاكدار والصفا صبورٍ غيورٍ نايبٍ عنك في القفا الى قل نور اسراج الافكار وانطفا يحتمل زلاتك ويبصرك ما خفى وللقلب دربيلٍ للابعاد كشافي *** داره كما داراك(يا صاح) مالها واحمل كما يحمل من اخطاك ما انتهى واسمع وصاياً ناظم الحرف قالها وحافظ على الخل القديم ولو سهى واصرم الى بان الجفا لك والاجنافي *** واياك ثم اياك لو خاطرك رق تصحب فتىً مجهول لك قيل احمق خله فما قالوا لك الناس اصدق ترى ذهاب الذهن عشرتك احمق غرورٍ طمى جهله على حلمك الوافي ***