صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة جديدة لكتاب نيقولا ميكافيللى، «الأمير»، وقام بالترجمة إلى العربية محمد مختار الزقزوقى، تقديم كريستيان غاوس. جاء الكتاب في 192 صفحة، متضمنا ستة وعشرين بابا. ويعد كتاب الأمير الذي كتبه نيقولا ميكافيللى عام 1513م من أمهات الكتب التي أسست لما يسمى بعلم السياسة في عصرنا، وهو العلم الذي تفرع وتشعب فأصبح علوما سياسية منها ما يختص بفلسفة السياسة المرتبطة بفلسفة التاريخ التي تنسب أيضا إلى ميكافيللى، ومنها ما يختص بالاقتصاد السياسي وفروعه، ومنها ما يختص بفنون العسكرية السياسية، ومنها ما استحدث مع نشوء فنون الإدارة العامة في الدولة الحديثة، ما ساهم فيه ميكافيللى في آخر حياته، ومنها علوم أخرى نشأت وتطورت من ذلك المنبع نفسه. ولا يضم كتاب «الأمير» جميع آراء ميكافيللى السياسية، إذ اقتصر على بحث أكثر مشاكل ايطاليا حدة والى الحديث عن تخلفها في التنظيم السياسي، والقوة العسكرية عن الدول المجاورة لها، وفى الباب الأول وحتى الباب الرابع من هذا الكتاب يتحدث عن أنواع الحكم المختلفة، ووسائل إقامتها، ثم يتحدث في الباب الخامس عن طريقة حكم المدن والبلاد التي كانت تعيش قبل احتلالها في ظل قوانينها الوطنية، والباب السادس جاء في الولاياتالجديدة، التي قد اكتسبت بأسلحة الأمير الخاصة وقدراته، والباب السابع في الإمارات التي تم الاستيلاء عليها بقوات الأمير، والباب الثامن فيمن وصل إلى الإمارة بالجريمة، والباب التاسع في الإمارات المدنية، والأبواب التالية تحدثت عن الأنواع المختلفة للجنود والجنود المأجورين وواجبات الأمير فيما يتعلق بفن الحرب. ولد نيقولا ميكافيللى في فلورنسا بايطاليا في عام 1469م وكانت أسرته تعد مذ القرن الثالث عشر من الأسر البارزة ذات الثراء والنفوذ حتى أخنى عليها الدهر، وكان بعض رجالاتها ممن شغلوا ارفع المناصب في تلك المدينة الدولة، إذ لم تكن الدولة بمفهومها الحديث قد نشأت، فكانت في ايطاليا مدن تتبع من النظم ما تطبقه الدول الحديثة، وكان والده متخصصا في القانون، ولذلك فهو يشار إليه أحيانا باسم المحامى، وان لم يكن يستطيع ممارسة تلك المهنة بسبب الديون التي كان يدين بها لمجلس المدينة (اى السلطة التنفيذية أو الحكومة) فكان يقدم المشورة القانونية سرا لمن يريدها مقابل أتعاب محدودة.