هذه الجملة من الأدب المصري الشعبي الثري كانت ولازالت تتردد بين المستهلكين حين قالها ذات مرة أحد التجار لتترك انطباعا راسخا عن طريقة تفكير الطبقة ” الهاي “ من بعض التجار .. وأقول البعض لأنها الدواء لكل أمراض النقد والتهجم ..والتخلص من التعميم رغم ان مانراه الان يعم. اللي (مامعوش مايلزموش) .. نعم لايلزمه ولماذا تعيش من الاصل عزيزي المستهلك الغلبان فطالما لاتملك الملاءة المالية حاول ان ” تمد بساطك على قد رجليك “ ، وحتى ان كنت لاتملك بساطا فأثن قدميك كيلا تلتهمهما نار الغلاء. غلاء غلاء.. الكل يشتكي من الغلاء وفي كل يوم نطالع خبرا جديدا عن الغلاء .. والذي لا اعتبره ظاهرة بقدر ماهو حالة مستمرة لكل السلع.. تابعنا في ”الرياض“ خلال الفترة الماضية عدة ملفات ساخنة حول ارتفاع أسعار عدد من السلع، وكل من تابع هذه المواضيع عن قرب لمس حالات تحايل وأمور لااستطيع ان اسميها جشعا فما حدث ويحدث يتعدى هذا كثيراً . كان اخر هذه الملفات قضية ارتفاع سعر الحديد المسلح والتي شغلت الرأي العام ومن بحث الأسباب شعر بالحزن الشديد على حال البعض خاصة من يعتبرون أنفسهم أبناء لهذا الوطن وينعمون بخيراته ويحظون بتسهيلات حكومية لانهائية، ومع ذلك في أول فرصة لهم للاستغلال و ”للنهش“ لايتوانون في ملاحقتها دون أدنى درجة من الرحمة أو الشعور بالمسؤولية. سمعت الكثير من المستهلكين ” بفتح اللام“ الذي استهلكت الأسعار جيبوهم وأرزاقهم وحتى دون أن أسمع أنا أو تسمع انت فنحن منهم ولله المشتكى.. وحتى مطالبنا للجهات التنفيذية والرقابية وخاصة وزارة التجارة لمراقبة الأسعار لا يمكن ان تنجح في ظل البيرقراطية الحكومية القاتلة .. ولا ارى حلا إلا بإنشاء شركة رقابية ” غير ربحية “ تضع لوائح رقابية صارمة وتتحصل على تمويلها من الغرامات المفروضة على المخالفين. وأنت عزيزي التاجر ان قلنا مامعنا وأنت لا تلزمنا فنحن نكذب على أنفسنا ونعاكس أبسط المبادئ الاقتصادية والمالية.. نطلب منك النظر لاخوانك المستضعفين في الأرض بعين الرحمة.. خذ أرباحك واستمتع ولكن بدون جشع حتى يبارك لك الله بها.. وطالما منحتك البيروقراطية القوة على تجاوز الانظمة فلا تنس قوة الله. * من أسرة تحرير "الرياض الاقتصادي"