مضى عام ونصفه وثلثه على موجة ارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والكمالية والجمالية منها هائمة بين شطحات ارتفاع الأسعار وهوى وجشع التجار وإذا تغير سعر بعض السلع فهو إلى الارتفاع أقرب فمع كل اشراقة شمس تتغير اسعار المواد التموينية والمسؤول ساكت والمواطن صابر والتاجر تبعاً لهواه. غلاء المواد التموينية والتلاعب بأسعارها واقع شئنا ام ابينا طالما الحبل متروك على الغارب وهذه مشكلة يبتعد عنها كثير ممن بيدهم الحلول ومشكلة أخرى تكمن في المواطن المستهلك الذي ما أن يسمع بارتفاع سعر سلعة ما حتى ينقلب حاله رافعاً عقيرته بالصياح وتصبح تلك السلعة حديث المجالس بعدها ترى ذلك المواطن وغيره ممن ملأت كلمات الاحتجاج افواههم وعلامات عدم الرضا كست وجوههم بالأمس يتدافعون اليوم على مراكز التموين لشراء تلك السلعة التي ارتفع سعرها فجأة ولسان حالهم يقول نشتري اليوم خشية من ارتفاع سعرها مستقبلاً اضعافاً مضاعفة. المتجول بين ردهات ورفوف الأسواق المركزية يتملكه العجب وهو يرى الازدحام فالتسوق على قدم وساق والتاجر يتخير ما شاء من الاسعار والمستهلك يدفع بافتخار حتى ولو بدت على وجهه علامات عدم الرضا والحقيقة اننا غارقون في دوامة الخوف من نفاد السلع من الأسواق فآذاننا مفتوحة لكل شائعة وتصديقنا لها هرولتنا لملء مطابخنا لكل ما نحتاجه وما لا نحتاجه من المواد التموينية والكمالية. نحن تنقصنا ثقافة التسوق إن لم تكن معدومة فما أن يرتفع سعر سلعة من السلع حتى ترى حركة البيع والشراء على تلك السلعة في تصاعد علماً ان هناك البديل لتلك السلعة وعلى مستوى جيد من الجودة وبسعر يقل كثيراً عن تلك السلعة ولكنها الدعاية التي استسلم لها الكثير وصرفتهم عن الكثير من المخارج. نحن في حاجة ماسّة الى توعية في فن التسوق والمستهلك بيده تقنين الاسعار فمقاطعة سلعة مهما كانت شهرتها وجودتها وتلاعب تاجرها بأسعار يؤدي الى كسادها وامتلاء رفوف المتاجر بها حتى تنتهي صلاحيتها عندها يعيد التاجر حساباته ويعرف ان المراقب هو المستهلك. اتذكر انه في التسعينات الميلادية رفع مصنع للمعكرونة في بريطانيا اسعار انتاجه فجأة بحجة ارتفاع اسعار القمح وقامت احدى نساء بريطانيا بمطالبة النساء بمقاطعة ذلك المنتج من ذلك المصنع وتجاوبت نساء بريطانيا مع تلك المرأة وكانت المقاطعة والاتجاه الى البديل ولم يمض من الوقت اطوله حتى عاد المصنع عن مخططه في رفع الاسعار بعد ان تكدس الانتاج في مخازن المصنع. نحن في حاجة الى وعي شامل في التعامل مع الجشع ومحاربته اما الانتظار لتدخل مسؤول ما فقد عرفنا نتائجه فلنكن نحن من يحدد الاسعار ولنا حق الاختيار فنحن الذين نطلب ومتى اردنا نرفض فقط تنقصنا قوة الارادة فلنعمل جميعاً على تفعيلها فإذا ما ارتفعت الاسعار فليتبدل الحال من الشراء الى المقاطعة وستكون النتائج اقوى من وعود المراقب.