البنيوية مذهب أدبي شكلي يعنى بالشكل ، ولا يكترث بالمضمون أو يتناوله ، وقد انطلق من تعريف اللغة من قبل العالم الألسني فرديناند سوسير 1857-1913 بأنها نظام ينطلق من الدال والمدلول والمرجع ، فإذا أخذنا التفاحة كمثل فإن الدال هو التفاحة والمدلول هو صورة التفاحة في الذاكرة الجماعية ، أما المرجع فهي التفاحة التي يمكن أن نلمسها باليد ، وقد قام العديد من المفكرين بتطبيق هذا النظام على موضوعات العلم المختلفة فطبقها كلود ليفي شتراوس الذي مات قبل شهر على الميثولوجيا أو علم الأساطير ، وطبقها لاكان في علم النفس ، وطبقها بارت على الموضة وطبقها جريماس على علم السرد ، وانطلق من هذا العلم ليؤسس علم السميوطيقا أو الإشارات ، وطبقها في بلادنا الدكتور عبدالله الغذامي في دراسته للشاعر حمزة شحاتة ، أما كاتب هذه السطور فقد استفدت من علم السميوطيقا في كتابي عن الشعر الجاهلى ، كما ترجمت معجمين أحدهما عن السرد وينطلق من البنيوية ، والثاني عن مصطلحات السميوطيقا ، وقد صدر الأول عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، والثاني عن المركز القومي للترجمة في مصر ، أي أن البنيوية لم تمت ، وإنما أصبحت واحدة من المناهج النقدية الشكلية بعد أن كانت إقصائية ، وهذا ما جعل الطلاب الفرنسيين يثورون عليها في عام 1968 ، وهي ثورة أطاحت برئيس الجمهورية ديغول ، على أن الدراسات الشكلية بعامة لم تمت ، فنحن لا نستطيع أن نفهم المضمون إذا لم نفهم الشكل ، والمدرسة الشكلية الغالبة هي الأسلوبية وأنا أطبقها في هذه الأيام في دراستي للقرآن الكريم .