يزدحم هذا الفضاء بشتى المحطات التي تتنافس على الحصول ولو على جزء يسير من هذه الكعكة التي تعتمد على الإعلان هذا الوحش المالي وسيطرته التي تضيق الخناق على الإبداع والفن والفائدة الحقيقية للمشاهد أو القارئ ، حيث ينصب هذا الجهد وهذا الركض على خلق جيل من المشاهدين والقراء والمتابعين لا يعرف مع هذا السباق المحموم إلا معرفة جزئية ، ومعرفة متدنية. وحتى هذه القنوات التي تدعي أنها تمثل الثقافة الدينية انما تقدم للمشاهد بضاعة ترتكز على مجموعة من المدعين والذين لا يضيفون الى المشاهد إلا الكثير من التعصب والكراهية والاستهزاء الذي لا يقوم على منطق الاشياء أو حتى منطق الدين الحقيقي الذي يقوم أساساً على مبدأ حرية الانسان وحرية تفكير واحترام ذلك دون الدخول في مناطق مليئة ومتشحة بالسواد بل لا يخرج الى مناطق الإضافة والفرح وأن الدين معناه العمل والأمل والإضافة وليس الهدم وكره الآخر بمجرد صفات لاتملك الحقيقة أو الاحترام لإنسانية الفرد واحترام عقله ثم ننتقل الى جانب آخر يقوم على استغفال المشاهد سواء أكان رجلاً أم امرأة ليسوّق احجيات أو الغازاً تنم عن الجهل والتكرار والغباء الذي يقوم بتقديمه مجموعة من النساء القبيحات شكلاً وموضوعاً إلا من بعض التثني الفاضح وإثارة رخيصة للشباب المراهق الذي يدفع المبالغ للاتصال الذي لا يغنى ولا يحل هذا اللغز الذي يظل لسنوات دون أن يتقدم أحد للحصول على هذه الجوائز التي تجاوزت الريال السعودي الى الدولار ودخلت الى عالم اليورو وكأنها بهذا الغثاء تقدم فائدة ، ثم إن الغرابة تأخذ منحى آخر حين لا تشاهد معلومة أو خدمة ثقافية أو إعلامية مصاحبة سوى هذه الرقصات والحركات التي لا تهدأ لكي تقوم أنت "المشاهد" بالاتصال والذي يعلم الله مآل ذلك ونهايته ، والسؤال أين هذه المؤسسات التي توافق على مثل هذا التردي والانهيار الأخلاقي وأين قانون الشرف الإعلامي الذي لا يخرج تطبيقاً واضحاً سوى في المؤتمرات الإنشائية؟ سوف أقوم مجتهداً لحل أحد هذه الالغاز هو: ما هو الشيء الذي تذبحه وتبكي عليه . أقول إنها الحرية التي لم نعرف قيمتها الحقيقية .. وسلامتكم