أكد الاجتماع غير العادي الذي عقده مجلس الجامعة العربية أول مرة في مدينة الفاشر حاضرة الجزء الشمالي من اقليم دارفور - غربي السودان - دعمه للجهود الرامية لحل الازمة في الاقليم المضطرب عبر المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة. ودعا الاجتماع الذي انهي اعماله واصدر توصياته أمس الحركات الدارفورية المسلحة الى توحيد مواقفها التفاوضية لتحقيق التسوية السلمية الشاملة بأسرع ما يمكن من اجل استقرار الأوضاع هناك. وشدد الإعلان تضامن الجامعة العربية مع السودان للحفاظ على أمنه واستقراره ودعمها الكامل لجهود المصالحات في دارفور، في إطار اتفاق أبوجا للسلام عام 2005 الماضي والتفاهمات الأخرى لدفع جهود السلام. وطالب الإعلان الآلية المشتركة للجامعة العربية والسودان بمواصلة عملها لتقديم الاحتياجات اللازمة لبرنامج العودة الطوعية للنازحين واللاجئين المتضررين من الحرب بالاقليم. ورحب الإعلان بالتعاون السوداني - التشادي والجهود المبذولة من الطرفين لتمتين علاقاتهما على كافة الأصعدة. وثمن الإرادة السياسية لشريكي الحكم بالبلاد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من أجل تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل الموقع في كينيا، وإجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد في إبريل القادم. وعبر الاعلان عن ارتياحه للوجود العربي الإنمائي في دارفور والجهود المبذولة من قبل الجامعة والحكومة السودانية لمعالجة الأوضاع الإنسانيةهناك. وطلب الإعلان من الأمانة العامة للجامعة تقديم تقرير كامل حول الجهود العربية حول دارفور؛ لرفعها للقمة العربية القادمة في الجماهيرية الليبية في مارس القادم. وشدد على رفض الجامعة العربية لقرار الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية بشأن إدعاءاتها ضد السودان. وكاد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لدى مخاطبته ختام الاجتماع تحسن الاوضاع الامنية والانسانية بدارفور. ورأى ان الموقف العام بالاقليم انتقل من حالة الاضطرابات الى الاستقرار، مشيرا الى أن العملية السياسية هناك أصحبت تسير بخطى سريعة في أكثر من محور. وأعرب عن أمله في أن تتوصل مفاوضات الدوحة الى إنهاء حالة العداوة وسوء الظن بين السودانيين. وراي أن اجتماع الفاشر يعد رسالة واضحة للتضامن العربي مع الجهود الرامية لاستقرار السودان، لافتا الى أن الاجتماع يأتي في وقت حاسم في تاريخ السودان وله أهداف سياسية وتنموية. ووصف الانتخابات المرتقبة في السودان بأنها بداية لعملية ديمقراطية غير مسبوقة، وقال إن الأمر يعود للناخب السوداني لانتخاب قيادته ومؤسساته.