كانت صيغ التجمعات الشبابية في مدينة جدة بعد دخول الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إليها في عام 1345ه إما عن طريق تأسيس الأندية الرياضية أو من خلال المقعد (المجلس) أو المركاز. ٭ ومن أشهر المقاعد الاتحادية مقعد حمزة فتيحي في حارة اليمن (برحة باجو) وكان يحضره سليمان خميس وعبدالمجيد بخش وعلي عماشة ثم أمين ساعاتي وغازي كيال ومحمد صالح شيخ. ٭ ومقعد عبدالله باحجري في العيدروس ويتكون من شلتين شلة للكبار ويمثلها يحيى شامي وعبدالله كيال وعبدالله باحجري وعبدالرحمن كيال، ثم شلة الاتحاد ويمثلها السيد محمود مرزوقي ومحمد حامد مرزوقي وأحمد بنان ومحمد سعيد متبولي وخليل رشيدي وعصام زارع بالإضافة إلى مجموعة من لاعبي الاتحاد. ٭ ومقعد عبدالله لنجاوي في حارة المظلوم جنوب مدرسة الفلاح، ومقعد عبداللطيف لنجاوي أمام باب مدرسة الفلاح، ومقعد الكيال بالعلوي ويحضره الكيالون وهم كثر في نادي الاتحاد، ومقعد عبدالرزاق متبولي في حارة اليمن ويحضره محمد سعيد مسعود ومحمد قاروب وعبدالعزيز قنبور وعبدالله عياش، ومقعد عبداللطيف باناجه وكان يرتاده عبداللطيف وعبدالسلام وعبدالمجيد وحسن باناجه ومحمد سعيد سلامة وحسن عيد وفؤاد جمجوم. ٭ أما (المراكيز) فكانت منتشرة في جدة أولها مركاز العمدة ثم تنتشر المراكيز لسهولة تكوينها في كل ربوع جدة القديمة، في المقاهي وأمام الدكاكين والمتاجر، ومن أشهر المراكيز الاتحادية مركاز عبدالرزاق عجلان أمام دكان محمد صالح محمود بائع المجوهرات الذي يقع في امتداد شارع قابل غرباً أمام عمارة الشربتلي، وما زال ابنه نزيه يشغل الدكان ويبيع المجوهرات وكان يقصده عبدالرزاق عجلان ومحيي الدين ناظر وأحمد باشيخ ويونس سلامة، ثم مركاز يونس سلامة أمام متجر يونس سلامة بشارع فيصل الذي هدم ورفعت محله عمارة الملكة وكان يقصده نفس الأشخاص عبدالرزاق عجلان ومحيي الدين ناظر وأحمد باشيخ. ٭ ثم مركاز محمد جار أمام دكان محمد جار بعمارة الشربتلي امتداد لشارع قابل غرباً، وكان من أهم رواده محمد رضا رئيس فريق الحجاز الرياضي وأول وزير لوزارة التجارة ثم انتقل محمد جار إلى شارع ابن زقر وتوسع باستئجار دكانين معاً وكان يبيع كل أنواع الحلوى والشكولاتة والحلاوة اللوزية، وكان محمد رضا يركز عنده حتى بعد أن تعين وزيراً للتجارة. ٭ وكانت المراكيز تنتشر أيضاً في المقاهي المشهورة داخل جدة القديمة كمركاز قهوة العلوي بحارة اليمن وقهوة الدكة بحارة الشام، وفي كل مركاز وفي كل مقعد كان الاتحاد المحور الرئيسي من محاور الأحاديث الهامة. ٭ وكانت المقاعد والمراكيز من أهم مصادر التاريخ لأنها تضم أهم شخصيات تاريخنا الرياضي. وكنت حينما أحتاج إلى معلومة رياضية أقوم بزيارة المراكيز والمجالس. ٭ وكنت أزور كل شخصية من هذه الشخصيات في بيوتها وحينما طرحت على الشيخ عبدالرزاق عجلان وعبداللطيف لنجاوي وعبدالله بن زقر فكرة إعداد كتاب عن تاريخ الاتحاد رحبوا بالفكرة وشجعوني وكانوا دائماً يسألوني حينما التقيهم (ها إلى أين وصلت..) فأقول وصلت إلى كذا وكذا وينصحوني بأن أذهب إلى فلان وفلان وفلان حتى استجمع كل المعلومات والبيانات وأحسست يومها أن هذه الشخصيات وجدت في شخصي ضالتهم فأنا ابنهم ابن نادي الاتحاد، وبدا لي انهم كانوا يخشون أن ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى دون أن تسطر جهودهم التي بذلوها في تأسيس الاتحاد حتى رأوا الاتحاد نادياً عميداً وعريقاً يقف على أقدامه ويحقق البطولات. ٭ ولذلك كانوا يشجعوني وينصحوني بشفافية كاملة حتى اكتمل الاتحاد وصدر كتابي (الاتحاد في التاريخ) في عام 1382ه ووجد إقبالاً باهراً وما زالت الطبعة الأولى مطلوبة حتى الآن عند الاتحاديين العريقين بل إن أحدهم قال لي دبر لي نسخة واحدة ولو ب 500 ريال. فقلت له دبر لي نسخة واحدة ب 1000 ريال، أنا المؤلف لا املك إلا نسخة واحدة اعتبرها جزءاً من تراث هذا الاتحاد العريق فالنسخة نادرة وتستحق أن تكون في واجهة المتحف الذي سوف أبنيه لنادي الاتحاد باعتبارها أول نسخة من أول كتاب عن تاريخ نادي الاتحاد.