تجاوباً مع تقرير جريدة "الرياض" الذي نقل معاناة "المواطنة العامرية وبناتها اليتامى بالقنفذة" بسبب ظروف مادية بعد فقدهن لعائلهن وكانت "الرياض" قد نقلت معاناتهن بالكلمة والصورة في العدد رقم (15181) وتاريخ 16 يناير 210م ، بخصوص مأساة تلك المواطنة المتقدمة في السن وبناتها اليتامى وبنات ابنها اللاتي أجبرتهن الظروف على العمل في مقهى شعبي وكان مشهد البنات من الأطفال اللاتي لم تتجاوز أعمارهن خمس وسبع سنوات مشهداً مؤلماً تفاعل معه الجميع. وفي ذلك الخصوص فقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة-حفظه الله إدارة الضمان الاجتماعي بمحافظة القنفذة بسرعة دراسة أوضاع هذه الأسرة والتحقق وعرض البحث على سموه الكريم لدراسة تصحيح وضع هذه الأسرة ، وأوضح "للرياض" مدير إدارة الضمان الاجتماعي المساعد بالقنفذة محمد بن علي أن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة يولي هذا الجانب اهتمامه الكبير. كما وجه معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بسرعة دراسة أوضاع هذه الأسرة والتحقق من التحاقها بالضمان الاجتماعي وإجابة معاليه . وعلمت "الرياض" من خلال مراحل البحث الأولية أن هذه المواطنة مسجلة لدى الضمان الاجتماعي وتتقاضى مبلغ 862 ريالاً شهرياً وتسلمت مبلغ خمسة آلاف ريال عام 1428ه كحالة استثنائية فيما يتم حالياً دراسة أوضاع بناتها وبنات ابنها للتحقق من استفادتهن من الضمان الاجتماعي . ومن جانب الوضع الإنساني لفاعلي الخير في هذا البلد الكريم الذي عرف عنه التراحم والتكاتف الذي يمثل الجسد الواحد فقد تلقت "الرياض" العديد من الاتصالات من عدد من المسؤولين وفاعلي الخير ، من مختلف المناطق حيث تبرع من مدينة الرياض المواطن"أبو إبراهيم" وأبناؤه وزوجته براتب شهري مدى الحياة وقدره 3700 ريال يودع في بنك الرياض اعتباراً من 25 صفر 1431ه وتم استدعاء المرأة حمدة العامري إلى البنك وتم تسهيل مهمتها وفتح حساب حرق جميع أدوات الشيشة باسمها لتبدأ في استلام راتبها هي وبناتها وبنات ابنها اعتباراً من الشهر الجاري، كما تلقت الرياض اتصالاً من "فاعلة خير" والتي طالبت بعدم ذكر الاسم وتم تزويدها بعنوان أقرب بنك لهذه الأسرة واسمها ورقم هويتها التي تحتفظ الرياض بنسخة منها. وقامت "الرياض" كذلك بمصاحبة عدد من فاعلي خير الذين حضروا من مدينة جدة إلى موقع هذه الأسرة بأنفسهم والوقوف على وضعها والتبرع لها ، ومنهم من قام بالتكفل ببعض المصاريف المعيشية والمدرسية ، ومنهم من أعطاها مناولة ما جادت به نفسه ، كما تلقت الرياض اتصالاً هاتفياً من وسيط لفاعلة خير من جازان ترغب الوصول إليها للتبرع لها بمبلغ نقدي بيدها ، كما تفاعل جيرانها مبدين استعدادهم بالوقوف إلى جانبها معبرين عن سعادتهم وفرحتهم بما تحقق لهذه الأسرة داعين الله للمتبرعين أن يجزيهم خير الجزاء. كما أنها تلقت "الرياض" اتصالاً من المواطن "أبي فهد" من مدينة الرياض والذي أبدى رغبته في التبرع لها ولبناتها براتب شهري وقدره ألف ريال إلا ان التنافس منعه من ذلك حيث رفع فاعل خير السابق "أبو إبراهيم " واسرته المبلغ إلى 3700 ريال ، وأصبح هو المتكفل بهذه الأسرة . تجدر الإشارة إلى أن المواطنة العامرية فاجأت الجميع بأكوام من أدوات الشيشة ومستلزمات القهوة الشعبية التي أعدتها للحرق وقامت بإضرام النيران فيها أمام الجميع ، ثم توجهت بالدعاء الخالص لكل من وقف إلى جانبها وتبرع لها وفرج عنها كربتها! وأعلنت للجميع غلق هذا المقهى وعدم العودة إليه بعد أن من الله عليها بفاعلي الخير الذين لن تنساهم من الدعاء للأبد كما ذكرت. كما تفاعل عدد من جيرانها وتقدموا بالشكر والدعاء لأصحاب القلوب الرحيمة من فاعلي خير في موقفهم الإنساني الرائع غير المستغرب في بلد الجسد الواحد. قصاصة الخبر المنشور