أكد المشاركون في الجلسة الأولى من منتدى التنافسية الدولي الرابع 2010 أمس، أن الانترنت أصبح الوسيلة الأولى ضمن وسائل الإعلام ليس فقط في الاتصال والتواصل بين الناس وإنما في التسويق والإعلان. واتفق المشاركون - خلال مناقشتهم الدور الجديد للإعلام والاتصال في إحداث التغيير - على أن الطرق التقليدية في الاتصال لم تعد مجدية في ظل العولمة الاقتصادية وان الشركات تحتاج إلى استحداث أساليب مبتكرة وفريدة من نوعها للاتصال والوصول إلى المستهلكين والعملاء. وتطرق المشاركون إلى توجه الشركات الكبيرة لاستخدام أدوات اتصال جديدة لخدمة عملائها ومدى نجاحها في ذلك، وكيف تستغل الشركات الأدوات الحديثة كالتسويق الاجتماعي في الوصول للجمهور. وتحدثت في البداية مارثا بورديريه الشريك والمدير لشركة فليشمان-هيلارد عن أسلوب التغيير الذي أحدثته شبكات التواصل الاجتماعي ك "غوغل" و"الياهو" و"الفيس بوك" و"التويتر" وغيرها في تواصل الشركات مع جمهورها، مؤكدة ان الرقابة على الانترنت وضبط التدفق المعلوماتي اصبح شيئا من الماضي. واشارت الى ان جمهور الشبكة هو من يبحث عن المعلومات التي تهمه على المستويات المختلفة السياسية او الاجتماعية او التجارية ويقرر بناء على ذلك ما يهمه. كما أشارت إلى ان العديد من الشركات الكبرى في العالم ك "مايكروسوفت" و"ديل" باتت حريصة على التواصل مع جمهورها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي ومعرفة رأيها في منتجاتها، ونوهت بتزايد المستخدمين العرب لهذه المجموعات، حيث بلع عدد زوار الفيس بوك من العالم العربي 620 ألفا خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فقط. وشدد روبرت هيسريتش رئيس مركز المبادرة الدولي بكلية ثندربرد للأعمال على أن التأثير عبر الانترنت يتضخم بسرعة يبدأ زوار موقع مثلا ب5 آلاف ثم 50 الفا ثم 500 الف وسريعا يصلون ل 5 ملايين، لافتة إلى أن هذا مجرد نموذج على التأثر الواسع للانترنت، خلافاً للوسائل الإعلامية التقليدية كالصحف مثلاً. واشار في هذا الصدد الى دراسة صدرت منتصف العام الماضي تؤكد ان الشركات الأفضل مالياً هي تلك الشركات التي تتواصل مع جمهورها عبر الانترنت عبر زيادة المبيعات ورفع الاداء المالي لهذه الشركات. وتحدث جون ماير رئيس شركة أكسون تيلكوم عن تجربته في الوصول بشركته الى القمة في بدايتها وكيف استطاعت أن تنافس الشركات الكبرى عبر استخدام التسويق عبر الانترنت ومضاعفة مبيعاتها، واشار الى ان ميزانية التسويق عبر الانترنت ستزيد خلال العام الجاري 2010 بنحو 30 في المائة في حين بلغ معدل الزيادة في عام 2009 نحو 6-7 في المائة فقط.