أكد مشاركون في منتدى التنافسية الدولي أمس، أن الإنترنت أصبح الوسيلة الأولى ضمن وسائل الإعلام، ليس فقط في الاتصال والتواصل بين الناس وإنما في التسويق والإعلان. واتفق المشاركون في الجلسة الأولى أمس خلال مناقشتهم الدور الجديد للإعلام والاتصال في إحداث التغيير، على أن الطرق التقليدية في الاتصال لم تعد مجدية في ظل العولمة الاقتصادية، وأن الشركات تحتاج إلى استحداث أساليب مبتكرة وفريدة من نوعها للاتصال والوصول إلى المستهلكين والعملاء. وتطرقوا إلى توجّه الشركات الكبيرة لاستخدام أدوات اتصال جديدة لخدمة عملائها ومدى نجاحها في ذلك، وكيف تستغل الشركات الأدوات الحديثة كالتسويق الاجتماعي في الوصول للجمهور. وأشارت الشريك والمدير لشركة «فليشمان» هيلارد مارثا بورديريه إلى أسلوب التغيير الذي أحدثته شبكات التواصل الاجتماعي مثل «غوغل»، «ياهو» و«فيس بوك» و«تويتر» وغيرها في تواصل الشركات مع جمهورها، مؤكدة أن الرقابة على الإنترنت وضبط التدفق المعلوماتي أصبحا شيئاً من الماضي. وأوضحت أن جمهور الشبكة هو من يبحث عن المعلومات التي تهمه على المستويات المختلفة السياسية أو الاجتماعية أو التجارية، ويقرر بناءً على ذلك ما يهمه. وقالت إن عدداً من الشركات الكبرى في العالم مثل «مايكروسوفت» و«ديل» باتت حريصة على التواصل مع جمهورها عبر مجموعات التواصل الاجتماعي ومعرفة رأيها في منتجاتها، منوهة بتزايد المستخدمين العرب لهذه المجموعات، إذ بلغ عدد زوار «فيس بوك» من العالم العربي 620 ألفاً خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فقط. من ناحيته، شدد رئيس مركز المبادرة الدولي في كلية ثندربرد للأعمال روبرت هيسريتش، على أن التأثير عبر الإنترنت يتضخم بسرعة، إذ يبدأ زوار موقع مثلاً ب 5 آلاف ثم 50 ألفاً ثم 500 ألف، وسريعاً يصلون إلى 5 ملايين، لافتاً إلى أن هذا مجرد نموذج على التأثير الواسع للإنترنت، خلافاً للوسائل الإعلامية التقليدية مثل الصحف. وأشار في هذا الصدد إلى دراسة صدرت منتصف العام الماضي تؤكد أن الشركات الأفضل مالياً هي تلك الشركات التي تتواصل مع جمهورها عبر الإنترنت عبر زيادة المبيعات ورفع الأداء المالي لهذه الشركات. وتحدث رئيس شركة «أكسون تيلكوم» جون ماير عن تجربته في الوصول بشركته إلى القمة في بدايتها، وكيف استطاعت أن تنافس الشركات الكبرى باستخدام التسويق عبر الإنترنت ومضاعفة مبيعاتها، مشيراً إلى أن موازنة التسويق عبر الإنترنت ستزيد خلال العام الحالي بنحو 30 في المئة، في حين بلغ معدل الزيادة في عام 2009 نحو 7 في المئة فقط. من جانبه، تحدث رئيس مجلس إدارة شركة «هيل اند نولتون» المدير التنفيذي بول تيفي عن التغيير الكبير الذي حصل في مجال الاتصال عبر الإنترنت، إذ أصبح يحمل فرصاً كبيرة لرفع الأعمال وتحقيق النمو وفي الوقت نفسه عدم الاتصال يحمل مخاطر كبيرة. وتطرق إلى نقطة مهمة في هذا المجال وهي الشفافية في التسويق عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن التواصل بفاعلية يؤدي إلى فاعلية كبيرة، مؤكداً أن الكثير من الشركات الصغيرة تفوقت على شركات كبرى من خلال التواصل والتفاعل مع جمهور المستهلكين بفاعلية.