بعد أن قام المحقق مايك ماكنلي خلال يومين بالتحقيق مع كافة المتهمين بقتل (التغيير) قرر الاجتماع إلى الجميع ، وأعلن ان (التغيير) قد مات مقتولا وان الفاعل موجود في القاعة. للتذكير فإنّ المتهمين الموجودين في القاعة هم، ثقافة المنظمة، والالتزام، والدعم، وفريق قيادة التغيير، والاتصالات، والاعمال العاجلة، والرؤية، والخطة، والميزانية، والمدرب، والحوافز، وادارة الأداء، والمحاسبة. وأضاف المحقق، أنا لست غبيا، نعم لا أحمل درجة علمية عالية، لكن أعرف ( التغيير) و( الناس) معرفة جيدة، ومن النادر أن يلقى التغيير ترحيبا في أية منظمة، كل واحد منكم مسؤول عن مساعدة التغيير في الاندماج. ثم اتجه بكلامه نحو ال ( الرؤية Vision) وقال: مهمتك ان تساعدي الآخرين على تفهم مكاسب التغيير، وان ينظروا الى المستقبل لكنك فشلت بشكل مثير للشفقة. واتجه المحقق نحو (Urgency ) وقال له ان التغير كان بحاجة الى دعمك لتجعل انسجامه من أولوياتك، فهل قدمت له هذا الدعم؟ لا لم تفعل بل كنت دائما متأخرا، وقد تأتي متأخرا حتى لجنازتك!! وجاء دور ( الدعم) واتهمه المحقق بعدم ترتيب لقاءات تحقق تأييد (التغيير على مستوى القيادات الادارية) وهنا جاء دور ( التخطيط Planning) وخاطبه قائلا، كنت أتوقع ان يكون رأسك مرفوعا فوق هام السحب، وهناك فيما يبدو تقضي معظم وقتك!! أما (الثقافة Culture) فخاطبها المحقق قائلا، أنت من بين كل الناس كان يفترض ان تضعي الاسس لقيادة التغير الى النجاح، لكنك تأتين فجأة ثم تختفين كأنك الشبح وتتوقعين ان تحظي باحترام الناس. وماذا عن (الميزانية Budget) يقول المحقق، من النادر ان ينجح التغيير بدون دعم مالي، واتهمها بأن رفض التمويل يأتي بدون توضيح الاسباب حتى يمكن أخذها في الاعتبار. واستمر المحقق، يوزع الاتهامات والنقد اللاذع لكل المتهمين في المنظمة وحين وصل الى المدرب Trainer قال له كانت لديك فرصة ذهبية لتطوير مهارات الموظفين بما يدعم ( التغيير) ولكن صرفت وقتك في مكتبك في أمور ثانوية. ويأتي الآن دور ( المسؤولية Accountability) فيجد المحقق ان هذا المتهم ايضا لم يقم بالدور المطلوب في دعم ( التغيير)، فلم يكن هناك متابعة، واستخدمت النتائج كمطرقة وهي أداة غير مجدية إلاّ بوجود الخوف. لكن ماذا عن تحفيز الناس لتقبل التغيير ؟ المتهم ( الحوافز) فشل أيضا في دعم ( التغيير)، وكذلك فشلت الاتصالات Communications) التي لم توفر المعلومات ولا الإذن الصاغية التي تبعد المخاوف من التغيير. هكذا قال المحقق، وهكذا أشار الجالس في آخر الصفوف ( الخوف) محركا رأسه علامة الموافقة. وهكذا شمل المحقق باتهامه الجميع، ومن ثم جاءت لحظة الحقيقة، وسادت فترة صمت قطعها أحدهم قائلا، لا أستطيع الانتظار، من قتل التغيير؟ وهنا أخذ المحقق نفسا عميقا ثم القى نظرة على كافة أرجاء القاعة وقال: من وجهة نظري أنتم كلكم مسؤولون عن قتل التغيير! معظمكم شاهد مسرح الجريمة. الكأس التي بجانب جثة التغيير كانت خالية من السم. ما قتل التغيير هو سم بطيء اسمه الإهمال. لقد حاول ( التغيير) ان يعيش بدون دعمكم، لكن هذه مسؤولية لا يقوم بها شخص واحد، فكانت النتيجة انه فقد قلبه. ذهب المحقق الى المقبرة لالقاء تحية الوداع على ( التغيير) وبينما كان يغادر المقبرة متجها الى سيارته، رن هاتفه الجوال وكان على الخط من يقول له: لدينا حالة أخرى. انها جريمة أخرى، ولكن هذه المرة بسكين من الخلف، لكن ( التغيير) لم يمت، انه في المستشفى في العناية المركزة. أجاب المحقق: قل لهم إنني في الطريق!!