على طريقة المحقق الشهير كولمبو، يقوم مؤلفو كتاب ( من قتل التغيير)* بتقديم قصة إدارية ممتعة وذات مغزى إداري غاية في الأهمية. في هذه القصة يتسلم المحقق مايك ماكنلي مسؤولية التحقيق مع (13) متهما في مقتل التغيير. المتهمون في هذه القضية هم على النحو التالي: ثقافة المنظمة، الالتزام ، الدعم، فريق قيادة التغير، الاتصالات، الاعمال العاجلة، الرؤية، الخطة، الميزانية، المدرب، الحوافز، ادارة الاداء، المحاسبة. يشير المؤلفون الى أن معظم المنظمات تعلن عن التغيير، وأن (50 – 70%) من هذا التغيير يفشل. المتهمون بقتل التغيير يمكن ان نجدهم ونلاحظهم في كثير من مواقع العمل التي نمر بها أو نعمل بها. بعد انتهاء مقابلات التحقيق مع المتهمين ومع القياديين والمديرين، اكتشف المحقق انه وقع في خطأ اعترف به وهو عدم مقابلة الموظفين، فقرر ان يلتقي بهم واعتذر عن هذا الخطأ. اختار مجموعة من الموظفين يؤيدون التغيير، ومجموعة أخرى تقاوم التغيير. أشار أحدهم الى انه في البداية لم يرحب بالتغيير ولكنه مع الوقت والتوضيح بدأ يستوعب ما يقول لكنه أشار الى بعض المعوقات ..فيجيب الموظف: لابد أنك لاحظتها بنفسك، الجميع يلاحظها ما عدا المديرين والقياديين. وتحدث آخر عن المسؤول (المؤنب القاسي) الذي لا يظهر إلاّ عندما يقع الموظف في خطأ ويختفي عندما يتطلب الأمر تقديم حوافز ايجابية. وأبدى موظف آخر ملاحظة حول فرض الأراء وعدم قبول الرأي الآخر، وخاصة حين يتدخل المدير في أمور تنفيذية تفصيلية ليست من اختصاصه. بعد ذلك قرر المحقق مقابلة الطبيب للاستماع لتقريره الطبي حول مقتل التغيير. وأعلن الطبيب أن التغيير مات بسبب فشل في القلب. كانت مفاجأة للمحقق قادته ليسأل: هل هذا يعني أنه مات ميتة طبيعية؟ أجاب الطبيب: فشل القلب ناتج عن تسمم؟. وسأل المحقق: هل فحصت مشروبه؟ قال الطبيب: نعم، كان مجرد ماء! وسأل المحقق ما هو السبب إذن؟ فأجاب الطبيب: السبب هو (C-15) الرقم (15) يشير الى عدد القضايا المماثلة لهذه القضية التي أدت الى نهاية التغيير المأساوية، أما (C) فهي ترمز الى (change) وراح الطبيب يشرح للمحقق كيف ان العلماء توصلوا الى أن (C-15) يعمل ببطء من شهر الى شهرين، واستنادا الى التقارير فإن الأعراض الملحوظة تتمثل في الأرق، القلق، والنرفزة ونقص الوزن. نعود الى سبب الوفاة وهو ( C-15) الذي يسبب فشل قلب التغيير حيث يشير المختصون الى بعض العناصر التي يمكن من خلالها التعرف عليه وهي: ان الذين يقودوون التغيير يعتقدون ان اعلانه خطوة كافية. الناس المعنيون بالتغيير لا يعرفون عنه شيئا. المسؤولون عن تنفيذ التغيير لم يشاركوا في مرحلة التخطيط. بعد ذلك ، قرر المحقق ماكنلي الاجتماع إلى كافة المتهمين، وحين بدأ الاجتماع لاحظ وجود أحد الحضور في آخر القاعة لكنه لم يتعرف عليه وان كان شاهده في احلامه، وسأل منظم اللقاء عن هذا الجالس في آخر القاعة صامتا مبتعدا فكان الجواب ، انه الخوف (Fear) وهو يظهر بين حين وآخر، ولكنه لا يعمل في المنظمة وليس مدرجا في بيان الرواتب. هو يحضر احيانا ولا احد يستفسر عن سبب حضوره ولكنه حين يحضر يتصرف الناس بشكل مختلف! فكر المحقق بأن يطلب من الخوف الانصراف، لكنه تراجع وقرر أن يستفيد من حضوره. ( يتبع) * تفاصيل محاكمة قتلة للتغيير في كتاب: Who Killed Change? – Ben Blanchard, John Britt, Judd Hoekstra, Pat Zigarmi – Harper Collins publishers, 2009Page PAGE \* MERGEFORMAT 1