الشباب أينما كانوا لهم أساليبهم في ابتكار التقليعات واستحداث السلوكيات التي لا يتوقعها أحد بل في بعض الأحيان قد تبدو غريبة مستهجنة في أول وهلة لكنها مع مرور الزمن تصبح مُعتادة لا تُلفت الانتباه فيبتكرون تقليعة أخرى جديدة، وهكذا حياتهم دائمة التجدد لا يحبذون الثبات طويلاً على شيء يربطهم بالماضي، وبصرف النظر عن قبول أو رفض تلك التقليعات فهذا شأنهم وهم المسؤولون عن نتائج ممارستها ولكن حينما تتعارض أي تقليعة أو ممارسة سلوكيّة مع القوانين والأنظمة أو تُعرّض صاحبها للخطر فهنا يختلف الأمر إذ لا بد من تدخّل الضابط النظامي لحماية الشباب من أنفسهم وبالتالي المحافظة على أمن وسلامة وهدوء المجتمع وسأضرب مثالاً لتلك التقليعات الخطرة حين يقوم البعض من الشباب بانتزاع المرايا الجانبية للسيارة أو طيها عمداً بحيث تنتفي الفائدة الرئيسة منها في كشف ما يدور خلف وعلى جانبي السائق وهنا مصدر الخطورة إذ يوجد منطقة تسمى النقطة العمياء ( Blind Spot) لا يُمكن اكتشافها حتى بالمرايا الجانبية التي يطويها شبابنا ولا بد من التطّلع إليها (أي النقطة العمياء) من خلال الالتفات مباشرة قبل التجاوز. في الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال لا يمكن للمتدرب اجتياز فحص الحصول على رخصة قيادة سيارة فيما لو تجاهل المفحوص إلقاء لمحة سريعة ( glance) من فوق الكتف جهة اليمين أو اليسار لكشف منطقة لا يُمكن كشفها بواسطة المرايا الجانبية أو الخلفية فكيف يستطيع السائق معرفة ما يدور في تلك المنطقة دون وجود تلك المرايا؟؟ إن من أكثر مسببات حوادث الطرق في بلادنا وبالذات داخل المُدن التجاوز الخاطىء ، ولتجاوز مركبة مراحل أهمها التأكد من عدم وجود مركبات في المسار الذي يرغب السائق التجاوز من خلاله ولا يُمكن معرفة ذلك دون النظر في المرآة الخلفية أولاً ثم المرايا الجانبية ومن ثمّ التطلع سريعاً من فوق الكتف لكشف المناطق العمياء، وحين يقوم البعض بانتزاع أو طيّ المرايا الجانبية يصعب إن لم يستحل القيام بعملية التجاوز بأمان. حسناً الآن عرفنا خطورة تلك التقليعة ، السؤال: هل سبق لأحدكم رؤية شرطي مرور يوقف سائقا لعدم وجود مرايا جانبية أو طيها عمداً ؟؟ الحادث لن ينتظر حتى يحين وقت الفحص الدوري.