القيادة الإدارية أشبه بقيادة السيارة، تتطلب قدراً من (الفن والذوق والأخلاق)! سنحسن الظن ونفترض أن من يتولى دفة القيادة الإدارية في مختلف مؤسساتنا الحكومية كله “ذوق وأخلاق”، لكن مالا يمكن افتراضه، أنهم كلهم يجيدون القيادة بفن! في قيادة السيارة، هناك “مناطق عمياء” لا يمكن للسائق رؤيتها بالنظر المباشر، أو من خلال المرايا، لكن التقنية تغلبت على هذه المشكلة من خلال كاميرات توفر للسائق رؤية كاملة لكل ما يحيط به، ما يمكنه من تفادي الكوارث الآتية من “المناطق العمياء”. في مؤسساتنا، مناطق عمياء كثر، بؤر بعيدة عن الضوء، تصدّر كوارث إدارية مختلفة ألوانها! لكن كما في السيارات تغلبت التقنية الحديثة على هذه المشكلة بكاميرات إدارية تسمى الحكومة الإلكترونية! بعض من يتولى دفة القيادة الإدارية في مؤسساتنا لم يعرف بهذا الأمر بعد، فهو مازال يقود إدارته بنفس الطريقة التي كان يقود بها الآباء والأجداد السيارات في أول ظهور لها في بلادنا، حيث كانت المرايا شيء لا يعنيهم البتة، بل إن بعضهم يزيل المرايا الجانبية خشية عليها من عوارض الطريق وعبث الصبيان، يحتفظ بها في مكان آمن إلى أن يقرر بيع السيارة فيعيدها إلى مكانها! تخيلوا الجَدّ الغشيم على متن سيارته “القرمبع”، وقد وجد نفسه مقذوفاً في طريق الملك فهد بالرياض! كوارثية هي النتيجة المنطقية المتوقعة بلا شك، وستأتي من المناطق المبصرة قبل العمياء! ___________ في هذه الزاوية غداً: حسن الخضيري