العنوان نوع من الصابون الصلب جدّا ، لونهُ – أذكر – بني ، وعمره الافتراضى طويل ، ويأتي إلى بلادنا من الشام ، ويُستعمل لكل شيء تقريبا . يستعمله الحلاقون بعد بل الشعر، وكان يُستعمل للاستحمام ، ولغسيل الملابس ، وتجده بعد الوجبات والولائم الكبرى لغسل اليدين بعد الطعام . ويقل البديل ، لذا فالناس مرتاحون لاستدامته . الداعي لهذا العنوان ملاحظة انتشار وكثرة عيادات التجميل و" الصيانة " و" الترميم " حتى تكاد تُغطّي على عيادات الأسنان أو غيرها من الرعاية الأولية للإنسان . وسمعتُ أن البلديات لاحظت نشاط تجميل لدى المشاغل والمراكز الخاصة بتمرينات اللياقة . ذاك النشاط جانبي ولا أزعم أنه ضمن رخصة المحل . تنفق النساء المبالغ الكبيرة سنوياً على العطور التي تساهم في جذب الرجال، لكن باحثين أميركيين أكدا أن لا شيء يضاهي في هذا المجال رائحة الهرمونات الأنثوية التي تترك تأثيراً مذهلاً على الرجل. وقال العالمان في مجال علم النفس ساول ميلر وجون مانر من جامعة فلوريدا إنهما أجريا اختباراً ضافيا أظهر لهما ما يشير إلى أن العطور تعددت وأصبحت لا تُثير . بل إن تعددها أوجد منها الرخيص المُنفّر. قال نزار قباني يصف حارة فُحش :- وهناك جلستْ واحدةٌ عطرها أرخص من أن أذكُره حاجبٌ بولغَ في تخطيطهِ وطِلاءٌ كجدار المقبرة وشجارٌ دائرٌ في منزلٍ وسُكارى ونكاتٌ قذره وإذا أضفنا إلى العطور المساحيق والكريمات المنطوية لا على الكثير من المغالاة والمبالغة فحسب بل وحتى على مواد كيميائية لم تعتدها البشرة ذات الطبيعة الصحراوية ، فماذا سينتج عن الاستمرار في استعمالها باقتراحات من" الكوافيرة " التي يهمّها أن ترفع رقم مبلغ الفاتورة ب " مكياج هذه الفنانة أو تلك النجمة التلفزيونية" انتشار مراكز التجميل في بلادنا ليس ظاهرة نماء أو فخر . وثبت عندنا – اجتماعيا – أن اللواتي لا يبالغن في استعمال المساحيق يكنّ ذوات معنويات أرفع ، وتدخل البهجة في حياتهنّ ، مع كثير من الرضا عن النفس . قال المتنبي : ما أوجهُ الحضرِ المستحسناتِ بهِ كأوجهِ البدويَّاتِ الرَّعابيبِ حسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مجلوبِ أين المعيزُ من الآرامِ ناظرةً وغير ناظرةٍ في الحُسنِ والطِّيبِ أفدي ظباءَ فلاةٍ ما عرفنَ بها مضغ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ