هذا عنوان الكتاب الذي بين أيدينا والكتاب كما هو واضح من عنوانه مختارات من الشعر الشعبي أغلبهم من شعراء نجد القدامى والكتاب لمؤلفه إبراهيم الطامي وليس فيه تاريخ للطباعة، إنما ذكر المؤلف أنه طبع بمطابع القدسبالقصيم ولعله طبع عام 1401ه لأن المؤلف له قصيدة أبان أحداث الحرم المكي، وهي سنة 1400ه، مبرزا جهود الدولة في إطفاء هذه الفتنة العمياء، والمؤلف رحمه الله من مواليد سنة 1337ه في بريدة وقد توفي قريباً 1423ه، وقد امتهن التعليم مدة طويلة وكافح في شبابه كما هو شأن جيله في ذاك العصر من أجل لقمة العيش، وانتهج رحمه الله بجعل كتابه إلى عدة فصول، ومعنى الفصل عند الأستاذ إبراهيم هو أن يضع لكل شاعر من الشعراء النجديين فصلا مستقلاً يود فيها من مختارات من شعره يبدأها بترجمة موجزة عن حياة الشاعر. وقد حبر المؤلف كتابه هذا بستة وعشرين فصلاً وفي الفصل التاسع عشر عقد في هذا الفصل الأشعار والقصائد التي نظمها وهي في المناسبات الوطنية، وقصائد قالها إبان أحداث وقعت في العالم العربي والإسلامي وهو نظم إلى العامية أقرب إليه من الفصحى وأما الفصول التي ذكرها المؤلف رحمه الله فهي كالتالي: الفصل الأول: وهو يختص بالشاعر العبقري محمد العوني رحمه الله. الفصل الثاني: عن العوني كذلك وقد عنون المؤلف هذه العناوين في هذا الفصل العنوان الأول قائلاً هذه أول قصيدة قالها العوني والعنوان الثاني ألفية ولها قصة... العنوان الثالث: في فتح الرياض وبدأ ملك عبدالعزيز السعيد. ويعتذر من الإمام عبدالرحمن الفيصل والد عبدالعزيز. العنوان الرابع: قصيدة قالها في المرأة. التي هدم بيتها فأخذ بثأرها أحد الشجعان الأبطال كما هو الظاهر من القصيدة ثم أن المؤلف في عرض وسرد مختارات من قصائد العوني وطرحه لروايات عن العوني وحياته في شبابه وحياته الأولى في القصيم وهي لا توجد إلا عند الطامي منها روايته عن سفر العوني إلى الكويت وعند أخواله وهي قصة جميلة وطريفة توضح حالته مع أخواله وكيف أنهم أرادوا من ابن أختهم العوني أن يكون تاجراً ورجل أعمال لكنه فشل في هذا الامتحان فالعوني مستقبله في عالم الشعر وليس عالم التجارة وهكذا كان والرواية الثانية مروره عند قوم عند حفر الباطن واستضافوه عندهم وذكره بهذا المناسبة قصيدة. والرواية الثالثة التي انفرد بها إبراهيم الطامي مؤلف هذا الكتاب الطريف رحمه الله مناسبة قصيدة الألفية التي مطلعها. ألف أولف من حلاما يقذا بين الكتائب والصيارف يلذا وقد ذكر الطامي رحمه الله أن العوني قال هذه القصيدة الألفية في بلدته الربيعية مسقط رأسه رحمه الله وسببها أن شباب قريته تحدوه بأن يقول قصيدة غزلية وقبل تحديهم وأنشد هذه القصيدة على الفور بدون تحضير وإعداد وكما يستدرك على الأستاذ أحمد الدامغ أنه لم يذكر هذه المناسبة في كتابه ديوان الألفيات الجزء الأول في عرضه للألفية العوني والجدير بالذكر أن الاستاذ كمال سليمان النقيدان رحمه الله قد سرد قصة العوني في الكويت بتصرف يسير في كتابه من شعراء بريدة الجزء الاولى وقد طبع كتابه هذا عام 1409ه وذكر كذلك رحمه الله في كتابه آنف الذكر الواقعة التي رأى العوني فيها المرأة التي هدم بيتها ولعل الأستاذ النقيدان سمع هذين الروايتين من الراوية إبراهيم الطامي وقد سألت ابنه الأستاذ التربوي سليمان بن إبراهيم الطامي مؤلف موسوعة سواليف المجالس عن علاقة النقيدان بوالده تقال أن النقيدان كان يتردد على الوالد والوالد أكبر من النقيدان سناً وعلى كل حال فإن النقيدان والطامي من بلد واحد وعاصرا رواة من أهالي بريدة قد التقوا بالعوني أو على الأقل شاهدوا أناسا جالسوا العوني فلا يستغرب اتحاد الرواية عند النقيدان والطامي وأحسب أنهما استقى من مصدر واحد –رحمهما الله تعالى وعفا عنهما. ثم أن الطامي ذكر عناوين قصائد العوني في مناسبات مختلفة وعقد الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس كلها لانتاج العوني الشعري ثم يلي ذلك الفصل السابع للشاعر الغزلي والبليغ محمد بن عبدالله القاضي واتبعه بالفصل الثامن للقاضي وفي الفصل التاسع والعاشر خصصة لراشد الخلاوي –رحمه الله- وليس ببعيد أنه أخذ معلوماته عند الخلاوي وقصائدة من كتاب الشيخ عبد الله بن خميس عند الخلاوي وكتاب خيار ما يلتقط من الشعر النبط للحاتم وكتاب راشد الخلاوي الذي أعده محمد سعيد كمال في سلسلة الأزهار النادية والحادي عشر والثاني عشر، من الفصول فهو للشاعر بركات الشريف رحمه الله. وقد روى قصة الشريف بركات ورحيله إلى العراق حتى أصبح أميراً في الأحواز وقد حقق الأستاذ الباحث د. حسن بن علي الحارثي الشريف اللبس والخلط بين الشاعرين الشريف بركات أبو مالك صاحب القصيدة المشهورة الخالدة الكائية الذي يسكن وادي المضيق الذي عاش في النصف من القرن الثاني عشر والنصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري 1150ه- 1230ه. الحمدان أما الشخص الآخر فهو بركة أو بركات المشعشي فهذا عاش قبل صاحب الكائية، فقد أماط اللثام وكشف اللبس بين الرجلين في كتابه الشاعر الشريف بركات أو مالك الذي طبع عام 1419ه والقصة التي أوردها الطامي وغيره من الرواة ومؤلفي الكتب ليس لها علاقة بالشريف بركات أبو مالك –رحمه الله. ويستمر الأستاذ إبراهيم الطامي –رحمه الله- في سرده لقصائد أخرى في كتابه ووضع عناوين لهذه الفصول وهي ست وعشرين فصلا، الفصل الثالث والرابع عشر بعنوان الشعبي وقصته قصيدته. والفصل الخامس عشر للشاعر محمد العرفج والفصل السادس عشر للشريف محمد بن عبد المعين والفصل السابع عشر للشاعر راكان بن حثلين والفصل الثامن عشر للشاعر نمر بن عدوان والفصل التاسع عشر كما قلت فقد خصه المؤلف لنفسه فقد عرض قصائد كانت له مناسبات من صفحة 165-182 والفصل العشرون قصيدة للشاعر مقحم الصقري العنزي والفصل الحادي والعشرون عن الشاعر محمد بن مهدي أو المهادي. والفصل الثاني والعشرون للدغيم الظلماوي والفصل الثالث والعشرون قصيدة للإمام تركي بن عبدالله وقصيدته الإمام فيصل بن تركي والفصل الرابع والعشرون قصيدة الشاعر بديوي الوقداني والفصل الخامس والعشرون قصيدة لأحد أمراء عمان ورد ابن سبار، والفصل السادس والعشرون قصائد قالها مشعان بن هذال وقصة وقعت له وقصيدة قالها الشاعر أحمد أو عنقاء جواباً على الشاعر مشعان بن هذال. والكتاب لغته وأسلوبه أشبه بالعامية الصدفة ومليئ بالأغلاط المطبعية الكبيرة التي افقدت الكتاب الاستفادة منه وقراءته قراءة صحيحة ولو تعاد طباعته ويصحح لكان أفضل وهذا موجه إلى الأستاذ الفاضل نجل المؤلف سليمان الطامي مؤلف موسوعة سواليف المجالس ومما يستدرك على الأستاذ الصديق محمد الحمدان عدم ذكره لهذا الكتاب في كتابه معجم المطبوع من دواوين الشعر العامي القديمة. صلاح الزامل