يوم الاثنين الماضي ورد خبر صحفي في صحيفة المدينة جاء في مضمونه انه حاليًّا تجري دراسة مشروع " درب المشاعر" لتطوير المناطق الواقعة على طريق مكةالمكرمة - المشاعر المقدسة، وتحديدًا ما بين جسر محبس الجن المؤدي إلى منى، وحتى ميدان الطريق الرئيسي لمدخل منى من جهة أسواق ابن داوود. ويشمل المشروع إنشاء مبانٍ فندقية ومحطات للنقل. كما يتضمن المشروع إزالة 150 عقارًا من المباني الواقعة ما بين مركز ابن داوود للتسويق من جهة منشأة جسر الجمرات، ومبنى مركز التنمية الاجتماعية .. ووفق الاخبار الصحفية السابقة التي نشرت أيضا عن مشروع" درب المشاعر" الخبر الصحفي الذي نشر في صحيفة الاقتصادية بتاريخ 19/4/2009م .. بأنه يمثل أحد المشاريع السكنية والذي سيتم تنفيذه في أهم موقع في المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة وعلى مساحة قدرت ب 220 ألف متر مربع .. وذلك الإعلان عن إقامة هذا المشروع طرح الكثير من التساؤلات المهمة والعديد من الاستفسارات والملاحظات التي فرضت نفسها والتي أصبح يرددها كل من علم بهذا المشروع وطبيعته وموقعه..!! من أهم هذه الملاحظات : أولاً: أن هذا الموقع " الاستراتيجي " الفريد والمميز كان من المناسب أن يخضع تطويره وتخطيطه ودراسته والاستفادة منه إلى جهات عليا متخصصة في الدولة وموكل إليها مهمة التخطيط الشامل من واقع نظرة " إستراتيجية " شاملة لمنطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومنها هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وهي الجهة العليا التي أصبحت مؤخرا معنية بهذه المهمة بعيداً عن التخطيط المنفرد المبني على مصالح خاصة وشركات عقارية وتجارية أو أشخاص او رجال اعمال .. ثانياً: هذا الموقع الذي سيتم عليه هذا المشروع - في حالة اعتماده - يمثل مثلثاً مقابل الجمرات مباشرة ويقع بين تقاطع ام شوارع العاصمة المقدسة وهما شارع العزيزية وطريق الملك عبدالعزيز ونسبة من هذا الموقع عبارة عن مساكن خاصة ونسبة منه محلات تجارية قائمة ونسبة ثالثة عبارة عن أراض بيضاء .. كما ام هذا الموقع في قلب طريق مشاة الحجاج مابين الجمرات والحرم المكي الشريف . ثالثاً: هذا الموقع من الأفضل - إذا لزم الأمر إزالة جميع المباني القائمة حاليا عليه - من الأفضل والأنسب أن يعد ويجهز ليبقى منطقة " إخلاء " للطوارئ لاقدر الله خاصة في موسم الحج أو في موسم العمرة فهو يمثل موقعا " استراتيجيا " جيدا لامثيل له في المنطقة ككل ومن المصلحة العامة ومن المصلحة الأمنية ومن المصلحة الاجتماعية والمصلحة البيئية أن يبقى هذا الموقع وهذه المساحة بالذات في هذه المنطقة .. تبقى موقعاً " فارغاً " للطوارئ بدلاً من إقامة أبراج سكنية لأهداف ربحية خاصة تتم على حساب تلك المصالح العامة المتعددة . رابعاً: أن هذا المشروع سيكون بديلاً لمنطقة سكنية ذكر أنها منطقة شعبية !! ولكن من المؤكد وكما يعلم به أهل مكة أن هناك أحياء ومواقع داخل مكةالمكرمة أكثر شعبية وأسوأ حالاً فلماذا لا يوضع هذا المشروع فيها !! خامساً: أن هذا المشروع برزت فكرته " فجأة " في أفضل وأبرز مواقع في منطقة المشاعر المقدسة.. كان من المناسب أن يبقى هذا الموقع لاختيارات وبدائل أخرى أفضل من إقامة أبراج سكنية خاصة ستلحق بالموقع والمناطق المحيطة به بمنطقة المشاعر والحجاج مستقبلاً أعباء كثيرة ومختلفة. إن مشروع " درب المشاعر " مشروع سكني تجاري جميل لكن لا يملك المبررات المقنعة لإقامته في ذلك الموقع بالذات على حساب المصلحة العامة الشاملة ولمبررات لم تكن مقنعة إطلاقا مقارنة بأهمية الموقع من كافة الجوانب .. وهذا المشروع السكني لو تمت إقامته سيمثل عقبة كبيرة مستقبلاً وعبئا مستقبليا في طريق تطوير وتنظيم هذه البقعة الطاهرة .. لذلك من المفترض أن يكون هذا المشروع ضمن إيطار شامل بعيداً عن الفردية في تبني إقامته واعتماده حتى وإن نجحت المحاولات في إقناع بعض الجهات الرسمية في الانضمام إلى ركب الاستفادة المؤقتة منه من أجل إجازته وإتمام إقامته!! نتمنى أن يكون هناك شيء من التروي ونتمنى أن يعاد النظر " سريعاً " في هذا المشروع قبل إقامته ولابد أن تستنهض جميع الجهود والإجراءات لتدارك إقامة مثل هذه المشاريع "الانفرادية " قبل اعتمادها من اعلى الجهات المخول لها بذلك خاصة في أطهر بقاع الأرض .. نتمنى ذلك !! .