من يزور بلدة الأبواء الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرق محافظة بدر يدرك للوهلة الأولى أنها أكبر البلدات التابعة لمحافظة رابغ، فالسكان اكثر من سبعة آلاف نسمة يمثلون سكانها وسكان الهجر الملاصقة لها، أما الدوائر فتبلغ 20 دائرة منها 10 مدارس علاوة على أن في الأبواء واديا زراعيا كبيرا يشقها من الشرق للغرب ويعبرها طريق هام يربط بين طريق مكةالمدينة السريع المعروف بطريق الهجرة الواقع شرقاً وطريق جدة ينبع السريع الواقع غرباً. وعلى الرغم أن الأبواء تضرب بجذورها في أعماق التاريخ كما ذكر في معجم البلدان لياقوت الحموي ولسان العرب لابن منظور، إلا أنها مازالت محرومة من التغذية المباشرة بالمياه المحلاة من محطة تحلية رابغ التي لا تبعد عنها كثيراً بعد أن أصبح ماء آبارها غوراً ونسبة الملوحة فيه تحول دون صلاحيته للشرب والاستخدامات الضرورية الأخرى. يقول الأستاذ عبد العزيز السيِّد المشرف على شعبة التطوير في لجنة تنمية الأبواء عندما وجه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بأن تتم زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية رابغ لتخدم رابغ وضواحيها؛ استبشر أهالي الأبواء خيراً لشعورهم آنذاك أن معاناتهم مع شح المياه ستنتهي في القريب العاجل، ولكن وللأسف الشديد فإن التوسعة الجديدة لمحطة تحليه رابغ دخلت الخدمة ومازال أهالي الأبواء ينتظرون بفارغ الصبر أن يتم ربط بلدة الأبواء بأنابيب تصلها مباشرة بمحطة تحلية رابغ، متسائلاً: لماذا لم يتم ذلك حتى الآن؟، على الرغم من قرب المسافة وسهولة التضاريس والجدوى الاقتصادية للمشروع الذي لن يكلف وزارة المياه الشيء الكثير. من جهته يقول الأستاذ عاتق المحمدي معلم رياضيات لو نظرنا لتكلفة صهريج الماء في الأبواء نجدها تبلغ 85 ريالاً، بينما يباع في بلدة مستورة المجاورة ب 66ريالاً ؛ مع أن حجم الصهريج واحد وهو 11 متراً مكعباً والسبب أنه لا توجد أشياب ماء في الأبواء ولو تم تغذية الأبواء بأنابيب ماء من محطة تحلية رابغ لتم بيع الصهريج في الأبواء كما يباع في مستورة، ولا شك أن في ذلك تخفيفا على المواطنين خاصة إذا علمنا أن معظم سكان الأبواء مصدر رزقهم يعتمد بعد الله على زراعة المحاصيل والضمان الاجتماعي. والتقت "الرياض" بعدد من أصحاب الصهاريج الذين توقفت صهاريجهم عن العمل لعدم وجود أشياب مياه محلاة في الأبواء، والذين أجمعوا أنه فيما مضى كانوا جميعاً يتكسبون من وراء بيع الماء أسوة بأصحاب الصهاريج في مستورة وبعد أن احتكر المتعهد بيع الماء في الأبواء أصبحوا خارج دائرة منافسته في السعر فهو يتقاضى 8 ريالات نظير بيع المتر المكعب في الأبواء، بينما المتر المكعب في أشياب مستورة يتم بيعه بريالين، وبذلك فهم لا يستطيعون مجاراته في بيع صهريج الماء في الأبواء ب 85 ريالاً، كما يبيع المتعهد فكيف ينافسونه في السعر إذا كانت التعبئة فقط تكلفهم 90 ريالا، ومازال أهالي الأبواء يأملون وينتظرون بفارغ الصبر أن يتم في القريب العاجل ربط الأبواء بأنابيب تحلية مباشرة من محطة تحلية رابغ تقام لها أشياب في وسط الأبواء وتتدفق منها المياه المحلاة، ويباع الصهريح بثمن معتدل يراعي ظروف المواطنين ويساعد أصحاب الصهاريج على الاستمرار في أداء مهنتهم وكسب قوتهم وقوت أبنائهم.