** لأننا نعيش عصر النزاهة.. ** ولأننا نتطلع - مخلصين - إلى تحقيق الاصلاح الشامل.. ** ولأننا نريد لهذا الوطن أن يكون في المقدمة على الدوام.. ** فإننا لابد وأن نضع أيدينا على «مواجعنا».. ** وأن نشخص أمراضنا.. وبلاوينا.. بكل شفافية.. وبأماننة وإخلاص.. دافعنا إلى ذلك هو المصلحة العامة.. وليس الإساءة إلى المرافق.. أو الأجهزة.. أو الأشخاص.. ** ولذلك فإن التحدث بكل صراحة عن بعض الأدواء.. والأمراض.. والظواهر لا يجب أن يُغضب أحداً.. أو يستفز جهة.. أو أن يُفسر على أنه تركيز على السلبيات فقط.. ** صحيح أن البلد مليء بالكثير من مظاهر الصلاح.. والنظافة.. والنزاهة.. ** وصحيح أن الشرفاء.. والأتقياء.. والأسوياء.. موجودون وبكثرة في هذه البلاد.. ** وصحيح أن البلد في خير كبير.. مقارنة بالدول والأوطان الأخرى.. ** كل هذا صحيح.. وموجود.. وملموس.. ** لكن الأكثر صحة هو.. أن بلدنا هذا ليس استثناء عن كل بلدان العالم وشعوبه.. ** فليس كل من في البلد ملائكة.. وليس كل ما فيه سليم ومعافى من كل الشوائب والأوضار.. والاختلالات.. ** وبالتالي فإن التركيز فقط على هذه الجوانب السلبية.. وتعريتها.. لا يعني أن البلد، كل البلد منهار، وأن كل ما فيه خرب وأن كل من فيه غير سوي.. وأن المستقبل في ظل وجود بعض الظواهر المقلقة.. أو بعض اللصوص.. والمرتشين.. والمستغلين لصلاحياتهم.. أو لمكانتهم الاجتماعية.. أو لمسؤولياتهم.. سيكون مظلماً.. ** ليس هذا صحيحاً.. بل الصحيح هو.. أن الشعور بالمسؤولية قد ارتفع بين الناس.. بعد أن رفعت الدولة نفسها راية محاسبة الفساد.. وحمَّلت الجميع مسؤولية مساعدتها على استئصاله من جذوره.. وإن تطلب ذلك جهداً كبيراً.. ووقتاً ليس هيناً.. وإن خلَّف ضحايا وأسقط رؤوساً.. وكشف عن مستور.. ** وبما أن الأمر كذلك.. ** وبما أن النية صادقة إن شاء الله.. والغاية نبيلة.. ** فإن علينا أن نتساءل.. ** لماذا ترتفع في بلادنا تكلفة الكثير من المشاريع إلى ما يزيد على الضعف عن أمثالها من بلدان العالم الأخرى.؟! ** هذا السؤال الكبير الكبير وغيره.. ألا تعتقدون بأن طرحه وبقوة وتتبع أسبابه.. ودواعيه.. وأبعاده.. ستقودنا إلى الكثير من الاختلالات.. وتدلنا على مواضع الفساد الحقيقية.. وتؤدي بنا إلى الإصلاح الشامل بإذن الله؟! ** أسأل وأنا متأكد أن هذا الوطن بخير.. ما دام أنه قد اختار الدخول في هذه الحرب بقوة.. حتى يُقوّم كل معوج. ويصلح كل أمر فاسد.. والله مع كل من يخاف رب السماء في هذا الوطن وأهله.. وضد كل من يريد به سوءاً ومضرة.. *** ضمير مستتر: ** (ترتعد فرائص اللصوص.. كلما دق جرس الإنذار الوطني).